تركيا تتهيأ لمعركة الموصل: قوات برية أم دعم لوجستي؟

04 مارس 2015
مشاركة قوات تركية في المعركة لا زالت غير محسومة(الأناضول)
+ الخط -
تتسارع التجهيزات لمعركة تحرير الموصل من يد تنظيم "داعش" الذي سيطر عليها في يونيو/ حزيران الماضي بعد الانهيار المفاجئ لقوات الجيش العراقي، فيما يبدو أن أنقرة ستقوم بدور هام ومحوري في هذه المعركة.

وفي السياق، أكد وزير الدفاع التركي، عصمت يلماز، أنّ تركيا عضوٌ في التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، وهي تقدم المساهمة بشكل ملموس في إطار تلك العضوية وعليه... وعندما يحين الوقت، سنقوم بإجراء التقييم اللازم واضعين مصالحنا الوطنية نصب أعيننا، وسنفي بالتزاماتنا المطلوبة، كوننا أحد أعضاء التحالف الدولي. ورداً على سؤال وجّه له في مؤتمر صحافي عقده في البرلمان التركي يوم الإثنين الماضي حول ما إذا كان الجيش التركي سيجري عملية برية مباشرة داخل الأراضي العراقية، ذكّر يلماز بتصريحات سابقة لرئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، قال فيها "إن تركيا مستعدة للقيام بدورها، إذا قام الآخرون بالوفاء بالتزاماتهم". وبذلك أبقى يلماز الباب مفتوحاً أمام سيناريوهات عديدة للتدخل التركي.
ولفت وزير الدفاع التركي إلى أنه سيبدأ اليوم الأربعاء بزيارة إلى العراق لإجراء لقاءات مع وزيري الدفاع والداخلية العراقيين، ومن المحتمل أن تشمل اللقاءات رئيس الوزراء ورئيس أركان الجيش العراقي. كما يتضمن برنامج الزيارة إلى العراق إجراء محادثات في أربيل.

اقرأ أيضاً:  لجنة التحقيق بسقوط الموصل ستدين المالكي
وجاءت هذه التصريحات بعد أن أكد محافظ الموصل أثيل النجيفي، لموقع "روداوا" الإخباري الكردي، يوم الأحد الماضي، أنّ أنقرة قررت المشاركة في العملية العسكرية المُقررة خلال الأيام المقبلة لتحرير الموصل.
وكان أسامة النجيفي، نائب الرئيس العراقي وشقيق أثيل، قد عقد محادثات مع كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو في العاصمة أنقرة الأسبوع الماضي، بعد عملية شاه فرات التي قامت بها القوت التركية داخل الأراضي السورية لنقل رفاة سليمان شاه جد مؤسس السلطنة العثمانية، والتي أشار الكثير من التحليلات إلى أنها قد تكون "بروفا" لعمليات أخرى قد تقوم بها القوات التركية في كل من سورية والعراق. كما أتت المحادثات بعد الاتفاق الذي وقّع بين أنقرة وتركيا في إطار التحالف ضد "داعش"، والاجتماعات التي حصلت في مدينة جدة السعودية بين قيادات عسكرية في دول التحالف بمشاركة تركية.

وكانت مصادر دبلوماسية قد أكدت لـ"العربي الجديد" أن هذه الاجتماعات كانت ذات أهمية كبيرة بالنسبة إلى تركيا، ولا سيما أنها تناولت الدور التركي المحتمل لمساندة أي عمليات خاصة قد تجري ضد التنظيم ضمن الأراضي السورية والعراقية والتجهيزات والخطط العسكرية التي سيتم اعتمادها لاستعادة الموصل العراقية من سيطرة "داعش"، وإمكانية استخدام القوة العسكرية البرية ضد التنظيم، إضافة إلى "تدريب وتسليح قوات المعارضة المعتدلة السورية".
من جهتها، أكدت صحيفة "حرييت" المعارضة، نقلاً عن مصادر دبلوماسية تركية، أن أنقرة لن تقوم بإرسال وحدات عسكرية برية للمشاركة في العملية، لكنها قد تقوم بتقديم ذخائر ودعم لوجستي فقط خلال المعركة.
وتأتي هذه التحركات التركية في الوقت الذي تسارعت فيه إمدادات السلاح الأميركية تجهيزاً لمعركة الموصل، إذ أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، الأسبوع الماضي، أن حوالي عشرة آلاف بندقية من طراز إم-16، عشرة آلاف منظار و100 ألف مظروف ذخيرة، 232 صاروخاً من طراز هيلفاير، وإمدادات عسكرية أخرى بقيمة حوالي 17.9 مليون دولار وصلت إلى العراق.
وكان المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، قد أكد في مؤتمر صحافي، يوم السبت الماضي، أنّ "أيّة عملية ضد تنظيم "داعش" تعتمد على الجيش العراقي، ويجب أن تكون وحداته قادرة على أداء هذه المهمة"، موضحاً أنّ "وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر، لا يريد خوض معركة الموصل، إلّا بعد استعداد القوات العراقية بشكلٍ كامل، والتأكد من أنّنا سوف ننجح في المعركة".
وتشير تصريحات المسؤولين الأميركيين إلى أن استعادة مدينة الموصل العراقية من قبضة "داعش" ستبدأ في شهر أبريل/ نيسان أو مايو/ أيار وسيشارك فيها 12 لواءً عراقياً، أي ما بين 20 ألف إلى 30 ألف مقاتل من القوات الحكومية والبشمركة.
ولايزال هناك العديد من التساؤلات والشكوك حول إمكانية شنّ حملة ناجحة لتحرير الموصل في ظل الضعف والطائفية الواضحين للجيش العراقي الذي لم يستطع تحقيق أي انتصار مهم على "داعش". ويضاف ذلك إلى مماطلة الحكومة العراقية في تشكيل قوات الحرس الوطني التي كان من المفترض أن تتكون من مقاتلي العشائر لتقوم بتولي مهمة تحرير المحافظات العراقية الغربية، في الوقت الذي لا زالت فيه إيران تقدم دعماً غير محدود لقوات الحشد الشعبية. أما تركيا فملتزمة ببرنامج مكثف لتدريب قوات البشمركة الكردية.

اقرأ أيضاً: قاسم سليماني "داعماً" لا قائداً في معركة تكريت

المساهمون