تركيا: البرلمان يشرّع "إصلاحات" الأكراد والعلويين... والشارع يتظاهر

02 مارس 2014
أقرّ البرلمان قوانين حرية تعلم اللغات واللهجات وحرية العبادة
+ الخط -

وافق البرلمان التركي، في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد، على مشروع قانون يتضمن تعديلات على عدد من القوانين، ضمن ما تسميه الحكومة "حزمة الإصلاحات الديموقراطية" بهدف "توسيع نطاق الحريات والحقوق الأساسية"، على حد تعبيرها. وتستهدف هذه القوانين تحديداً، حقوق الأكراد والعلويين وحقوقهم لنواحي حرية تعلُّم اللغة الكردية وتشريع دور العبادة للمذهب العلوي، واسترجاع أسماء القرى الكردية التي تم تغييرها من ضمن حملة "التتريك". وتضمنت القوانين الجديدة، توسيع حرية تعلّم اللغات واللهجات المختلفة، وعقوبات عالية على مَن يعيق حق التعليم، بالإضافة الى توسيع نطاق الحريات الدينية وإقامة العبادات، وحقوق الاقليات.

ويضمن مشروع القانون الجديد السماح باستخدام لغات ولهجات أخرى في الدعاية الانتخابية، في الانتخابات المحلية والعامة، والسماح بتعليم لغات ولهجات غير التركية في المدارس الخاصة. وينص القانون على إمكانية فتح مدارس خاصة، بهدف تعليم اللغات واللهجات التي يستخدمها المواطنون الأتراك في حياتهم اليومية بشكل تقليدي، على أن تنشأ تلك المدارس وفقاً لأحكام قانون الهيئات التعليمية الخاصة، ويحدد مجلس الوزراء اللغات واللهجات التي ستدرّسها تلك المدارس.
وبحسب القانون الجديد، أصبحت إعاقة حق التعلُّم والتعليم جريمة يُعاقَب عليها بالحبس من عامين إلى 5 أعوام، وكذلك إعاقة الأفراد عن أداء عباداتهم أو عن ممارسة التزاماتهم التي تفرضها عليهم عقيدتهم، أو منعهم من التعبير عن معتقداتهم الدينية أو آرائهم، أو التدخل في نمط حياتهم المرتبط بمعتقداتهم وأرائهم. ويُعاقب القانون مَن يقوم بتلك الأفعال بالسجن من عام إلى 3 أعوام.
كما يحدد القانون لجريمة العنصرية وجرائم الكراهية عقوبة السجن من عام إلى 3 أعوام، ويفتح الباب أمام إعادة الأسماء القديمة للقرى الكردية التي تم تغيير أسمائها في تركيا.

وانعقدت الجلسة التشريعية للبرلمان على وقع استنفار الأحزاب المعارضة لجمهورها في شوارع اسطنبول وأنقرة. وفرّقت قوات الشرطة، صباح اليوم الأحد، متظاهرين مناهضين للحكومة في مدينة إسطنبول، في حين فرقت المئات وسط العاصمة أنقرة، استكمالاً للتظاهرات التي نُظمت مساء أمس السبت.
ففي وسط أنقرة، فرّقت الشرطة، في ساعة متأخرة من مساء السبت، بالقوة، مئات المتظاهرين المناهضين للحكومة ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، وقامت باعتقال ثمانية أشخاص من المشاركين في الاحتجاج. واشتبك المتظاهرون مع الشرطة، التي استخدمت الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل وخراطيم المياه، لتفريق المتظاهرين الذين قاموا بإغلاق الطرق، وردوا بإلقاء زجاجات المياه والحجارة والألعاب النارية على عناصر الشرطة. وردد المحتجون شعارات مناوئة للحكومة مثل: "أردوغان اللص". وصباح اليوم الأحد، اشتبكت الشرطة مع عشرات المتظاهرين في حي الفاتح، وسط مدينة اسطنبول، بعدما قام المتظاهرون بإحراق فرع لأحد المصارف في المنطقة وإشعال النيران فيه، مما استدعى فرق الاطفاء.

 

دلالات