تعيش محافظة إدلب، الواقعة شمال غربي سورية، حالة من الترقب، وبخاصة مع كثرة الحديث عن شنّ قوات النظام مدعومة بالطيران الروسي والمليشيات الإيرانية عملاً عسكرياً حول طريق حلب -اللاذقية (إم 4) ومنطقة جبل الزاوية، خاصة مع تصاعد قصف قوات النظام على محوري ريف إدلب الجنوبي وريف اللاذقية، واستمرار الجيش التركي باستقدام التعزيزات العسكرية إلى المنطقة.
وقال الناشط مصطفى محمد لـ"العربي الجديد" إن قوات النظام والمليشيات الموالية لها قصفت مواقع سكنية في منطقة جبل الزاوية جنوبي إدلب، وجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي.
وأضاف محمد أن القصف تزامن مع تحليق طائرات استطلاع روسية وأخرى يعتقد أنها إيرانية في سماء محافظة إدلب، مشيراً إلى أن هناك حالة من الخوف والترقب في صفوف المدنيين بعد كثرة التعزيزات التي استقدمتها قوات النظام والقوات التركية إلى المنطقة.
وكانت قد دخلت ريف إدلب مساء أمس الجمعة، أكثر من 30 آلية عسكرية تركية ضمّت دبابات وعربات مصفحة ومواد لوجستية، وتوزعت على نقاط الانتشار في المنطقة.
وسبقت التعزيزات التركية تعزيزات لقوات النظام والمليشيات الموالية لها وصلت إلى ريف إدلب، وانتشرت على محاور جبل الزاوية ومدينتي معرة النعمان وسراقب.
كل هذه التحركات تزايدت بعد توقّف الدوريات الروسية - التركية المشتركة على طريق "إم 4" والتفجير الذي استهدف آلية عسكرية روسية وأدى إلى إصابة ثلاثة مجندين روس، وعودة الطائرات الروسية للتصعيد بعد ذلك.
كل هذه التحركات تزايدت بعد توقّف الدوريات الروسية -التركية المشتركة على طريق "إم 4"
وبحسب مصدر من "الجبهة الوطنية للتحرير" التابعة للجيش الوطني السوري فإن قوات النظام عزّزت وجودها على محوري جبل الزاوية وجبل الأكراد، ومن المتوقع أن تبدأ الهجمات من هذين المحورين إذا ما فكرت بمهاجمة إدلب.
وأضاف أن القصف المستمر لقوات النظام على هذين المحورين يعزّز فكرة رغبتها في السيطرة عليهما وإبعاد فصائل المعارضة عن المناطق الحيوية كمدينتي اللاذقية ومعرة النعمان، ومنطقة سهل الغاب في ريف حماة.
وبالتزامن مع ذلك، أنشأت تركيا قيادة عسكرية مركزية في مدينة أنطاكيا جنوبي تركيا، لتنسيق عملياتها في سورية، بحسب مصادر إعلامية تركية.
وقال تلفزيون "خبر" التركي إن القيادة الجديدة ستكون مسؤولة عن المناطق التي سيطر عليها الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا في الشمال السوري.