مساع لفوز تونس برئاسة البرلمان الأفريقي... ومقاومة المد الإسرائيلي

16 نوفمبر 2017
الرحوي مرشح تونس لرئاسة البرلمان الأفريقي (فيسبوك)
+ الخط -

حرّكت القيادة السياسية التونسية، أسطول دبلوماسيتها، باختلاف ألوانه الرسمي والبرلماني والاقتصادي، للظفر برئاسة البرلمان الأفريقي، عبر ترشيح عضو مجلس نواب الشعب التونسي، والقيادي في الجبهة الشعبية المعارضة، المنجي الرحوي.

وانطلقت الخارجية التونسية عبر سفيرها في جنوب أفريقيا، نرجس دريدي، لتعبيد الطريق أمام الانتخابات المرتقبة. ويبذل السفير التونسي جهداً للتعريف بمزايا تولي تونس اتحاد البرلمان الأفريقي، أو ما يعرف ببرلمان عموم أفريقيا، استعداداً للاستحقاق الانتخابي المرتقب.


وعلم "العربي الجديد"، أنّ رئيس البرلمان الأفريقي الحالي، روجيه انكودو دانغ، يسعى لولاية ثانية، حيث يعمل على أن تفوز بلاده الكاميرون بدفة الرئاسة من جديد.


ويستخلص من تحرّك السفير التونسي أن الرئيس الباجي قائد السبسي، المسؤول الأول عن السياسة الخارجية التونسية، يساند ترشح المعارض المنجي الرحوي، بالرغم من مواقف الأخير المناهضة لسياسة السبسي وتوجهاته في الحكم.


ويبدو أن السبسي يرى في الرحوي مرشحاً قوياً يستحق المساندة، باعتباره يحظى بشعبية كبيرة داخل تونس، كما يرغب في بعث رسالة قوية عن الديمقراطية التونسية رغم الاختلافات الحزبية والأيديولوجية.


من جانب آخر، نزل رئيس مجلس نواب الشعب، محمد الناصر، بثقله لدعم مرشح البرلمان التونسي، النائب منجي الرحوي، عبر إجراء اتصالات مع أصدقائه ونظرائه رؤساء برلمانات المغرب العربي.


وبحسب ما أكّدته مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، فإن الناصر طلب من نظيره رئيس مجلس النواب في المملكة المغربية، الحبيب المالكي، دعم مرشح تونس في انتخابات البرلمان الأفريقي، كما أجرى اتصالات مع نظيره الجزائري استعداداً للانتخابات المزمع إجراؤها العام المقبل، حيث يفترض أن يسلم الرئيس الحالي روجيه انكودو الرئاسة في مايو/أيار 2018.


وتداول على رئاسة البرلمان الأفريقي منذ تأسيسه كل من تنزانياً والتشاد ونيجيريا والكاميرون، وتعد تونس أول بلد عربي يقترب من هذا المنصب بخطى ثابتة، في انتظار مساندة المجموعات البرلمانية الإقليمية.


ويشارك في عملية التصويت نحو 230 نائباً في البرلمان الأفريقي ينتمون إلى 46 دولة أفريقية.


وأكد عضو البرلمان الأفريقي، فيصل التبيني، في تصريح، لـ"العربي الجديد"، أن نواباً من مختلف الأحزاب التونسية، "النهضة" و"نداء تونس" و"آفاق تونس"، فضلاً عن الأحزاب المعارضة، يدعمون ترشح الرحوي لرئاسة البرلمان، لافتاً إلى ما بذله زملاؤه من مختلف الحساسيات الحزبية، رغم اختلافهم في الرؤى في دعم المرشح التونسي المرتقب.


وعرفت مواقف البرلمانيين التونسيين المناصرة للقضية الفلسطينية والقضايا العادلة صدى محموداً لدى مجمع الدول الأفريقية، حيث تمكّن نواب تونس من إدراج بيان التضامن مع الأسرى الفلسطينيين والتصديق عليها في جلسة عامة بجوهنسبورغ، في مايو/أيار 2017، كما اقترحوا منح المجلس الوطني الفلسطيني صفة عضو ملاحظ، والذي نال موافقة البرلمان الأفريقي.


وكان رئيس البرلمان الفلسطيني، سليم الزعنون، قد توجه بالشكر إلى تونس شعباً وبرلماناً وحكومة على مواقفها الداعمة والمساندة، كما شكر البرلمان الأفريقي على منح فلسطين العضوية.


في المقابل، يعمل الاحتلال الإسرائيلي على بسط نفوذه داخل البرلمان الأفريقي، باحثاً عن موطئ قدم داخل اتحاد برلمانات القارة السمراء، عبر مساندة ودعم أي مترشح لا يخالف سياساتها وتوجهاتها التوسعية والاستيطانية، وتتجه نحو دعم الكاميرون في الترشح من جديد.


وتتمثل سياسة الكيان الصهيوني في اختراق القارة الأفريقية، عبر تحرك غير مسبوق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يبحث عن جذب أكبر عدد ممكن من الدول الأفريقية، في ظل تراجع الدور العربي في المنطقة.


وتجلت تحركات نتنياهو في القمة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "الايكواس"، وما أكده في كلمته في مؤتمر إسرائيل-أفريقيا، حيث أكد ضرورة الانتشار والتوسع عبر جميع الوسائل والسبل في القارة السمراء.


وبيّن التبيني، لـ"العربي الجديد"، أنّ تونس تقف شوكة أمام الكيان الصهيوني الراغب في الالتحاق كعضو مراقب في البرلمان الأفريقي، مشيراً إلى أن مواقف تونس تزعجهم وتؤرقهم رغم قلة الموارد والإمكانيات لهذا البلد الصغير، إلا أن مواقفه كبيرة على مر التاريخ، على حد تعبيره.




دلالات
المساهمون