ترسخ الوجود الفلسطيني في أميركا اللاتينية

16 يوليو 2017
فلسطينيو اللاتينية رحلة طويلة مع الهجرة (العربي الجديد)
+ الخط -

كثيراً ما تردد أن تشيلي لا يوجد فيها جبل أو قرية من دون أن يكون فيها أو مرّ عليها فلسطيني، إذ تقدر أعدادهم بما يقارب الـ300 ألف ممن انحدروا من أصول مهاجرين وصلوها بحرا في القرن التاسع عشر وبداية العشرين. ومن جبالها راح المهاجرون الفلسطينيون، أغلبهم من بيت جالا وبيت لحم، يجوبون جبالها مشيا، يبيعون السكان الأصليين في مناطق بعيدة ما حملوه في حقائبهم من ملابس وأغراض منزلية بسيطة.


هو الأمر عينه في كولومبيا والبيرو وفنزويلا وبقية الدول اللاتينية، فمن التجوال على القرى إلى ملاك المشافي وتجارة القهوة إلى الحياة الأكاديمية والثقافية والسياسية انطلق أبناء المهاجرون الفلسطينيون الأوائل. بعضهم وصل إلى رؤساء ووزراء وقيادات حركات يسارية. وبالرغم من كل الاندماج الذي عاشته الجاليات الفلسطينية، بقيت قضية فلسطين الهاجس الأكبر لهؤلاء الذين صاروا في دولهم مواطنين، بعضهم فقد لغته العربية من دون أن يفقد صلته بأصله وإن تغير أسماء بعضهم لسهولة نطقها على السكان المحليين. 

في تشيلي نفسها بات معروفا بأن نادي فلسطين الرياضي وفريق فلسطين لكرة القدم مر على تأسيسه 87 عاما على يد المهاجرين الأوائل. وهو اليوم، بحسب ما تقول إدارة النادي لمراسل العربي الجديد في أميركا اللاتينية بأنه "ناد بات عنوانا للوجود الفلسطيني في الدول اللاتينية. فهو من ناحية يعبر عن مواطنتنا في تشيلي، ومن ناحية ثانية إخلاص للقضية الفلسطينية".

وفي البرازيل تقول الوثائق الجامعية بأن الهجرة الفلسطينية قديمة جدا "فمن ميناء حيفا الفلسطيني كانت تبحر سفن المغتربين الفلسطينيين". وعلى الرغم من أن أعداد الفلسطينيين في البرازيل ليست كبيرة كما في تشيلي، إلا أن نشاط أبناء الجالية يعد لافتا بين الجيل الجديد والبرازيليين. ويعاني فلسطينيو البرازيل من توسع جغرافي كبير، ما يصعب عملية التواصل الكبير بين أبنائها.


وتؤكد مصممة الأزياء البرازيلية الفلسطينية انتصار موسى أن تلك الصعوبات "لا تعني عدم وجود هيكلية وأندية، وقد تأسس في نهاية 2016 أحدث الأندية الفلسطينية في ساو باولو، رغم معاناة التباعد الجغرافي تبقى القضية الفلسطينية على سلم أولويات النشطاء".

وتحظى القضية الفلسطينية بتأييد البرلمان البرازيلي وتعقد فيه جلسات وندوات بمناسبات عدة بما فيها يوم الأرض وجلسة سنوية خاصة بمناقشة القضية الفلسطينية، تظهر عدالة القضية وبمشاركة برازيليين متنفذين من أصل فلسطيني، رغم محاولات اللوبي الصهيوني التأثير سلبا. 

ووفقاً لما يقول عضو مجلس بلدية ساو باولو، جميل مراد، لـ"العربي الجديد" فإن تلك الجلسات التي تدعم حق الفلسطينيين في البرازيل والعالم أتت من خلال جهود شخصية وإيمانا بقضية هذا الشعب الذي يملك تأثيراً في الحياة البرازيلية، ومحاولة لتقوية الموقف السياسي للجالية الفلسطينية.