يتجه الموقف في شمال غربي سورية إلى مزيد من التعقيد والضبابية، بعدما فشلت القمة الثلاثية في طهران، والتي جمعت رؤساء تركيا وإيران وروسيا، في الخروج بنتائج متفق عليها من شأنها حسم مصير هذه المنطقة، مع تخوّف دولي من عملية عسكرية تؤدي لخسائر بشرية كبيرة وتخلق أزمات إنسانية مركّبة لا يستطيع العالم تحمّل تبعاتها.
ومع فشل قمة طهران، وتحذير أنقرة من أن أي هجوم على محافظة إدلب سيقوّض الجهود السياسية حول الصراع السوري وأنها لن تقف متفرجة، دلت المعطيات على أنه لن تحصل في المدى القريب أي عملية واسعة النطاق من النظام السوري وروسيا تجاه إدلب ومحيطها، مع توقّع استمرارهما بعمليات استنزاف عسكرية، وهو ما بدا أمس السبت من خلال قصفهما "الأعنف" منذ فترة على المنطقة، إذ نفذت طائرات روسية قرابة ستين ضربة في أقل من ثلاث ساعات، تزامناً مع قصف مدفعي وجوي بالبراميل المتفجرة لقوات النظام. بالتوازي مع ذلك، كانت روسيا تجدد الحديث عن تحضيرات "من قبل الإرهابيين" في إدلب لتنفيذ "مسرحية" باستخدام مواد كيميائية واتهام قوات النظام، فيما كانت الولايات المتحدة تعلن أنها تدرس الخيارات العسكرية إذا تجاهل النظام التحذيرات واستخدم أسلحة كيميائية.
وواصلت الطائرات الروسية أمس شنّ غارات على شمال غربي سورية، إذ شهد صباح أمس السبت غارات على ريفي حماة وإدلب استهدفت مدينتي خان شيخون واللطامنة، بعد أن استهدفت الجمعة معسكراً لـ"الجبهة الوطنية للتحرير" (أكبر تجمّع للمعارضة المسلحة في إدلب) في بلدة الهبيط ما أدى لمقتل تسعة عناصر وجرح آخرين. من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن محافظة إدلب تعرضت أمس السبت لغارات جوية روسية هي "الأعنف" منذ بدء تهديد النظام وروسيا بشن هجوم وشيك على المنطقة. ونفذت طائرات روسية قرابة ستين ضربة في أقل من ثلاث ساعات على بلدات وقرى في ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي تزامناً مع قصف مدفعي وجوي بالبراميل المتفجرة لقوات النظام على المنطقة، وفق المرصد. وتسبب القصف الجوي وفق المرصد بمقتل أربعة مدنيين على الأقل بينهم طفلان.
وجاء ذلك بعدما أظهرت قمة طهران بين الرؤساء الإيراني والتركي والروسي، ازدياد الشرخ بين مواقف هذه الدول حيال مصير شمال غربي سورية، ما يدفع إلى الاعتقاد بأن عملية عسكرية واسعة النطاق لن تحدث على الأقل في المدى المنظور. ولكن ما يبدو أنه تأجيل للمعركة، تقابله فصائل المعارضة المسلحة بـ"الاستعداد لكل احتمال"، وفق ما أكد المتحدث باسم "الجبهة الوطنية للتحرير"، النقيب ناجي أبو حذيفة، الذي أشار في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أن قمة طهران "لم تأتِ بجديد"، متابعاً بالقول: "نحن نعلم خداع روسيا والنظام وإيران، لذلك نحن نعوّل على جاهزيتنا العسكرية واستعدادنا لكل الاحتمالات".
وكان الرفض التركي لأي عمل عسكري واضحاً. وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في تغريدات بعد القمة، إنه في حال جرى "تجاهل قتل عشرات الآلاف من الأبرياء من أجل مصالح النظام (السوري)، لن نكون شركاء ومتفرجين في هكذا لعبة"، مضيفاً: "ينبغي حل مسألة إدلب من دون مآسٍ وتوترات ومشاكل جديدة، ومع الالتزام بروح أستانة".
وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، إن أي هجوم على محافظة إدلب "لن يجلب سوى القتل والدمار، وسيقوض الجهود السياسية سواء في جنيف أو في أستانة، وهذا سيكون انتصاراً غير أخلاقي لنظام الأسد". وحذر المسؤول التركي من أن أي هجوم على إدلب "سيثير موجة نزوح جديدة باتجاه تركيا، ومن هنا إلى أوروبا وأماكن أخرى".
وتعليقاً على ما جرى في القمة، قال العقيد فاتح حسون، رئيس حركة "وطن" والقيادي البارز في الجيش السوري الحر، في حديث مع "العربي الجديد": "كان هناك تباين في ما تريده تركيا من جهة، وما تريده روسيا من جهة أخرى، وكان هناك ميل إيراني لرفض الهدنة لم تظهره إنما تركته للطرف الروسي". ولفت إلى أن "الوقوف التركي إلى جانب مصلحة الثورة وأهلنا في إدلب كان واضحاً من خلال موقف وتصريحات الرئيس التركي، مما يعتبر وقوفاً كاملاً واستراتيجياً مع الثورة، وهو ما قد يغير من تكتيك روسيا وإيران بالتعاطي مع منطقة إدلب". وحول مصير شمال غربي سورية، أشار حسون إلى أنه "لا يمكن أن تتضح الصورة إلا بعد أيام، إذ جرت العادة بعد اجتماع دولي أن تنبثق لجان من كل دولة تقوم بمتابعة مخرجات الاجتماع، وما تم الاتفاق عليه"، مضيفاً: "على أقل تقدير يمكن القول إن معركة إدلب تأجلت".
من جهته، رأى المحلل العسكري العميد أحمد رحال، في رسالة صوتية، أن قمة طهران "لم تسفر عن شيء"، وأنه تم "ترحيل حل مشكلة إدلب"، معرباً عن اعتقاده بأنه لن تكون هناك عملية واسعة النطاق بسبب الرفض التركي والغربي، متوقعاً "استمرار عمليات استنزاف عسكرية لا أكثر".
اقــرأ أيضاً
وتبدو المعارضة السورية "مرتاحة" لنتائج قمة طهران، خصوصاً أن الموقف التركي كان واضحاً و"قوياً" برفض أي عمل عسكري من شأنه إراقة دماء مدنيين. وفي هذا الصدد، رأى المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للتفاوض التابعة للمعارضة، يحيى العريضي، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "قمة طهران تجاوزت موضوع إدلب، وكانت أوسع من ذلك"، وأن "كل دولة شاركت في الاجتماع حققت ما تريده من القمة"، معرباً عن اعتقاده بأن نتائج القمة "إيجابية، ولمصلحة الشعب السوري"، على الرغم من "أن قراراتها لم تكن قطعية وحاسمة". وقال العريضي إن اللافت في القمة هو الموقف التركي الذي وصفه بـ"القوي والجريء والمميز"، إذ "ربطت أنقرة علاقاتها مع موسكو بما سيجري في إدلب". وأعرب عن قناعته بأنه "ليس من مصلحة روسيا تجاوز تركيا في شمال غربي سورية"، مضيفاً: "ما حدث عملياً ترحيل الحل في إدلب، وربما تحدث تجاوزات من قبل قوات النظام، ولكن لا عملية عسكرية واسعة النطاق، خصوصاً أن الغرب كان واضحاً برفض محاربة الإرهاب على حساب المدنيين".
كما أن الموقف التركي شكّل مصدر ارتياح للشارع السوري المعارض، وكان عشرات الآلاف خرجوا في تظاهرات حاشدة في محافظة إدلب ومحيطها الجمعة، ذكّرت ببدايات الثورة السورية. وأحصى الناشطون، أكثر من 100 تظاهرة في أكثر من 100 قرية وبلدة، امتدت من مركز مدينة إدلب وأريافها، وصولاً إلى ريف حلب الشمالي، وريف حماة الجنوبي، وهي تظاهراتٌ حملت عنوان "المقاومة خيارنا".
وكان المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، طالب أمام مجلس الأمن ليلة الجمعة، "بمنح الناس ممراً آمناً إلى الأماكن التي يختارونها إذا أرادوا مغادرة إدلب"، موضحاً أن لديه بعض الأفكار حول كيفية الفصل بين "الإرهابيين" والمدنيين. وأشار إلى أن الحديث حول عمل عسكري في إدلب "يجري في الوقت نفسه الذي يشهد حديثاً جدياً" حول تشكيل لجنة لصياغة دستور جديد لسورية، والتشجيع على عودة اللاجئين السوريين، معتبراً أن هذه الأمور متعارضة، "إما أن نحاول إيجاد سبل سياسية لإنهاء الحرب والانتقال إلى سيناريو سياسي ما بعد الحرب، أو سنرى وصول هذه الحرب إلى مستويات جديدة من الفظائع".
في المقابل، فإن الاعتراضات تجاه دي ميستورا تتزايد، وفي هذا السياق طالب رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني السوري، هيثم المالح، الأمم المتحدة بإقالة دي ميستورا من منصبه، لافتاً إلى أن الأخير فقد الثقة بسبب مواقفه المنحازة. ولفت خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول أمس إلى أن مصير 4 ملايين شخص في محافظة إدلب مهدد تحت "آلة القتل الغاشمة" للنظام.
في غضون ذلك، عادت موسكو للحديث عن تحضير "الإرهابيين" لاستفزازات عبر استخدام الكيميائي في إدلب لاتهام النظام بذلك. وقالت وزارة الدفاع الروسية أمس إن "أمراً خاصاً من أصدقاء أجانب" لـ"الثورة السورية" سيصبح إشارة "لبدء الإرهابيين في تنفيذ المرحلة العملية للاستفزاز بمحافظة إدلب".
جاء ذلك بعدما كان رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد، أعلن أنه يجري "حواراً روتينياً" مع الرئيس دونالد ترامب بشأن الخيارات العسكرية إذا تجاهل النظام السوري تحذيرات واشنطن من استخدام أسلحة كيميائية في الهجوم على إدلب. وأضاف دانفورد إن الولايات المتحدة لم تتخذ قراراً باستخدام القوة العسكرية رداً على أي هجوم كيميائي في سورية، لكنه تابع "نجري حواراً روتينياً مع الرئيس للتأكد من أنه يعرف موقفنا في ما يتعلق بالتخطيط في حالة استخدام أسلحة كيميائية". ورداً على سؤال عما إذا كانت هناك فرصة لتفادي شن هجوم على إدلب، قال دانفورد "لا أعرف ما إذا كان هناك أي شيء يمكن أن يمنعه"، مضيفاً "عدم تمكن الروس والأتراك والإيرانيين من التوصل لحل أمر مخيب للآمال بالتأكيد ولكن ربما ليس مفاجئاً". وحذر من احتمال حدوث كارثة إنسانية في إدلب، وأوصى بدلاً من ذلك بالقيام بعمليات على نطاق أضيق تستهدف بدقة المتشددين هناك.
ومع فشل قمة طهران، وتحذير أنقرة من أن أي هجوم على محافظة إدلب سيقوّض الجهود السياسية حول الصراع السوري وأنها لن تقف متفرجة، دلت المعطيات على أنه لن تحصل في المدى القريب أي عملية واسعة النطاق من النظام السوري وروسيا تجاه إدلب ومحيطها، مع توقّع استمرارهما بعمليات استنزاف عسكرية، وهو ما بدا أمس السبت من خلال قصفهما "الأعنف" منذ فترة على المنطقة، إذ نفذت طائرات روسية قرابة ستين ضربة في أقل من ثلاث ساعات، تزامناً مع قصف مدفعي وجوي بالبراميل المتفجرة لقوات النظام. بالتوازي مع ذلك، كانت روسيا تجدد الحديث عن تحضيرات "من قبل الإرهابيين" في إدلب لتنفيذ "مسرحية" باستخدام مواد كيميائية واتهام قوات النظام، فيما كانت الولايات المتحدة تعلن أنها تدرس الخيارات العسكرية إذا تجاهل النظام التحذيرات واستخدم أسلحة كيميائية.
وجاء ذلك بعدما أظهرت قمة طهران بين الرؤساء الإيراني والتركي والروسي، ازدياد الشرخ بين مواقف هذه الدول حيال مصير شمال غربي سورية، ما يدفع إلى الاعتقاد بأن عملية عسكرية واسعة النطاق لن تحدث على الأقل في المدى المنظور. ولكن ما يبدو أنه تأجيل للمعركة، تقابله فصائل المعارضة المسلحة بـ"الاستعداد لكل احتمال"، وفق ما أكد المتحدث باسم "الجبهة الوطنية للتحرير"، النقيب ناجي أبو حذيفة، الذي أشار في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أن قمة طهران "لم تأتِ بجديد"، متابعاً بالقول: "نحن نعلم خداع روسيا والنظام وإيران، لذلك نحن نعوّل على جاهزيتنا العسكرية واستعدادنا لكل الاحتمالات".
وكان الرفض التركي لأي عمل عسكري واضحاً. وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في تغريدات بعد القمة، إنه في حال جرى "تجاهل قتل عشرات الآلاف من الأبرياء من أجل مصالح النظام (السوري)، لن نكون شركاء ومتفرجين في هكذا لعبة"، مضيفاً: "ينبغي حل مسألة إدلب من دون مآسٍ وتوترات ومشاكل جديدة، ومع الالتزام بروح أستانة".
وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، إن أي هجوم على محافظة إدلب "لن يجلب سوى القتل والدمار، وسيقوض الجهود السياسية سواء في جنيف أو في أستانة، وهذا سيكون انتصاراً غير أخلاقي لنظام الأسد". وحذر المسؤول التركي من أن أي هجوم على إدلب "سيثير موجة نزوح جديدة باتجاه تركيا، ومن هنا إلى أوروبا وأماكن أخرى".
وتعليقاً على ما جرى في القمة، قال العقيد فاتح حسون، رئيس حركة "وطن" والقيادي البارز في الجيش السوري الحر، في حديث مع "العربي الجديد": "كان هناك تباين في ما تريده تركيا من جهة، وما تريده روسيا من جهة أخرى، وكان هناك ميل إيراني لرفض الهدنة لم تظهره إنما تركته للطرف الروسي". ولفت إلى أن "الوقوف التركي إلى جانب مصلحة الثورة وأهلنا في إدلب كان واضحاً من خلال موقف وتصريحات الرئيس التركي، مما يعتبر وقوفاً كاملاً واستراتيجياً مع الثورة، وهو ما قد يغير من تكتيك روسيا وإيران بالتعاطي مع منطقة إدلب". وحول مصير شمال غربي سورية، أشار حسون إلى أنه "لا يمكن أن تتضح الصورة إلا بعد أيام، إذ جرت العادة بعد اجتماع دولي أن تنبثق لجان من كل دولة تقوم بمتابعة مخرجات الاجتماع، وما تم الاتفاق عليه"، مضيفاً: "على أقل تقدير يمكن القول إن معركة إدلب تأجلت".
من جهته، رأى المحلل العسكري العميد أحمد رحال، في رسالة صوتية، أن قمة طهران "لم تسفر عن شيء"، وأنه تم "ترحيل حل مشكلة إدلب"، معرباً عن اعتقاده بأنه لن تكون هناك عملية واسعة النطاق بسبب الرفض التركي والغربي، متوقعاً "استمرار عمليات استنزاف عسكرية لا أكثر".
وتبدو المعارضة السورية "مرتاحة" لنتائج قمة طهران، خصوصاً أن الموقف التركي كان واضحاً و"قوياً" برفض أي عمل عسكري من شأنه إراقة دماء مدنيين. وفي هذا الصدد، رأى المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للتفاوض التابعة للمعارضة، يحيى العريضي، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "قمة طهران تجاوزت موضوع إدلب، وكانت أوسع من ذلك"، وأن "كل دولة شاركت في الاجتماع حققت ما تريده من القمة"، معرباً عن اعتقاده بأن نتائج القمة "إيجابية، ولمصلحة الشعب السوري"، على الرغم من "أن قراراتها لم تكن قطعية وحاسمة". وقال العريضي إن اللافت في القمة هو الموقف التركي الذي وصفه بـ"القوي والجريء والمميز"، إذ "ربطت أنقرة علاقاتها مع موسكو بما سيجري في إدلب". وأعرب عن قناعته بأنه "ليس من مصلحة روسيا تجاوز تركيا في شمال غربي سورية"، مضيفاً: "ما حدث عملياً ترحيل الحل في إدلب، وربما تحدث تجاوزات من قبل قوات النظام، ولكن لا عملية عسكرية واسعة النطاق، خصوصاً أن الغرب كان واضحاً برفض محاربة الإرهاب على حساب المدنيين".
كما أن الموقف التركي شكّل مصدر ارتياح للشارع السوري المعارض، وكان عشرات الآلاف خرجوا في تظاهرات حاشدة في محافظة إدلب ومحيطها الجمعة، ذكّرت ببدايات الثورة السورية. وأحصى الناشطون، أكثر من 100 تظاهرة في أكثر من 100 قرية وبلدة، امتدت من مركز مدينة إدلب وأريافها، وصولاً إلى ريف حلب الشمالي، وريف حماة الجنوبي، وهي تظاهراتٌ حملت عنوان "المقاومة خيارنا".
وكان المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، طالب أمام مجلس الأمن ليلة الجمعة، "بمنح الناس ممراً آمناً إلى الأماكن التي يختارونها إذا أرادوا مغادرة إدلب"، موضحاً أن لديه بعض الأفكار حول كيفية الفصل بين "الإرهابيين" والمدنيين. وأشار إلى أن الحديث حول عمل عسكري في إدلب "يجري في الوقت نفسه الذي يشهد حديثاً جدياً" حول تشكيل لجنة لصياغة دستور جديد لسورية، والتشجيع على عودة اللاجئين السوريين، معتبراً أن هذه الأمور متعارضة، "إما أن نحاول إيجاد سبل سياسية لإنهاء الحرب والانتقال إلى سيناريو سياسي ما بعد الحرب، أو سنرى وصول هذه الحرب إلى مستويات جديدة من الفظائع".
في المقابل، فإن الاعتراضات تجاه دي ميستورا تتزايد، وفي هذا السياق طالب رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني السوري، هيثم المالح، الأمم المتحدة بإقالة دي ميستورا من منصبه، لافتاً إلى أن الأخير فقد الثقة بسبب مواقفه المنحازة. ولفت خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول أمس إلى أن مصير 4 ملايين شخص في محافظة إدلب مهدد تحت "آلة القتل الغاشمة" للنظام.
جاء ذلك بعدما كان رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد، أعلن أنه يجري "حواراً روتينياً" مع الرئيس دونالد ترامب بشأن الخيارات العسكرية إذا تجاهل النظام السوري تحذيرات واشنطن من استخدام أسلحة كيميائية في الهجوم على إدلب. وأضاف دانفورد إن الولايات المتحدة لم تتخذ قراراً باستخدام القوة العسكرية رداً على أي هجوم كيميائي في سورية، لكنه تابع "نجري حواراً روتينياً مع الرئيس للتأكد من أنه يعرف موقفنا في ما يتعلق بالتخطيط في حالة استخدام أسلحة كيميائية". ورداً على سؤال عما إذا كانت هناك فرصة لتفادي شن هجوم على إدلب، قال دانفورد "لا أعرف ما إذا كان هناك أي شيء يمكن أن يمنعه"، مضيفاً "عدم تمكن الروس والأتراك والإيرانيين من التوصل لحل أمر مخيب للآمال بالتأكيد ولكن ربما ليس مفاجئاً". وحذر من احتمال حدوث كارثة إنسانية في إدلب، وأوصى بدلاً من ذلك بالقيام بعمليات على نطاق أضيق تستهدف بدقة المتشددين هناك.