ترحيب فرنسي بفوز بيلين برئاسة النمسا

24 مايو 2016
هولاند وفالس عبرا عن ارتياحهما لانتخاب بيلين (Getty)
+ الخط -

توالت مساء أمس، الإثنين، التصريحات المرحبة في أوساط السياسيين الفرنسيين بانتصار مرشح الخضر، ألكسندر فان دير بيلين، في الانتخابات الرئاسية في النمسا، وهزيمة مرشح اليمين المتطرف، نوربرت هوفر.


وكان الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أول من هنأ بيلين بفوزه عبر اتصال هاتفي فور إعلان النتائج الرسمية للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، التي شهدت منافسة محمومة بين المرشحين الاثنين، ولم يفز بها بيلين سوى بفارق ضئيل من الأصوات. وقال هولاند في بيان نشرته الرئاسة الفرنسية "أحيي بحرارة فاندر بيلين لفوزه في الانتخابات وأتطلع للتعاون معه في المستقبل القريب".

من جهته، عبر رئيس الوزراء، مانويل فالس، المتواجد حالياً في زيارة للأراضي الفلسطينية المحتلة عبر تغريدة في حسابه بموقع "تويتر" عن "ارتياحه لعدم اختيار الناخبين النمساويين الانسياق وراء الشعبوية والتطرف. وعلينا أن نستخلص هذا الدرس النمساوي في بقية البلدان الأوروبية".

كما حيا عدة نواب من حزب "الخضر" الفرنسي نتائج الانتخابات النمساوية. واعتبرت النائبة البرلمانية والوزيرة السابقة، سيسيل ديفلو، أن فوز مرشح حزب "الخضر" بالرئاسة النمساوية "دليل على أن الخضر لديهم مستقبل في فرنسا وفي بلدان الاتحاد الأوروبي، وأنهم يمتلكون رؤية مستقبلية بديلة وبإمكانهم أن يشكلوا دعامة واقية ضد صعود اليمين المتطرف".

أما رئيس حزب جبهة اليسار الراديكالي، جان لوك ميلانشان، فقد عبر عن فرحته لهزيمة اليمين المتطرف في انتخابات النمسا، وقال إن "الحزب الاشتراكي النمساوي لم يدعم مرشح الخضر بيلين في معركته ضدّ المرشح اليميني العنصري والمتطرف هوفر".

وتعالت عدة أصوات في أوساط المعارضة اليمينية المحافظة، بحيث رحبت هي الأخرى بفوز بيلين، من بينها رئيس جبهة "باكا" والوزير السابق، كريستيان أستروزي، الذي عبر عن "ارتياحه للهبة الشعبية في الدورة الثانية من الانتخابات، والتي مكنت بيلين من الفوز بالرئاسة وقطعت الطريق على اليمين المتطرف". ودعا إلى "الوقوف في وجه اليمين المتطرف في كل بلدان الاتحاد الأوروبي".

وفي صفوف اليمين المتطرف الفرنسي، ممثلاً في حزب "الجبهة الوطنية"، بقيادة مارين لوبان، كانت ردة الفعل معاكسة تماماً. وأصدر الحزب بياناً اعتبر فيه أن "هزيمة مرشح اليمين المتطرف نوربرت هوفر بفارق ضئيل (31 ألف صوت) عن منافسه تعكس انتصاراً تاريخياً غير مسبوق لليمين القومي في أوروبا". وأضاف أن "ما حدث في النمسا هو بمثابة إعلان عن انتصارات قادمة لليمين القومي في بلدان أوروبية أخرى خلال الاستحقاقات الانتخابية المقبلة"، وذلك في تلميح الى الانتخابات الفرنسية التي ستُنظم العام المقبل وتخوضها مارين لوبان كمرشحة باسم حزب الجبهة الوطنية.

وتجدر الإشارة إلى أن الطبقة السياسية الفرنسية بكل أطيافها تابعت باهتمام شديد المعركة الانتخابية في النمسا. وباستثناء حزب "الجبهة الوطنية" المتطرف، كان الجميع يخشى انتصار مرشح اليمين المتطرف هوفر ،وتداعيات هذا الانتصار المحتمل على الساحة السياسية الفرنسية في أفق الانتخابات الرئاسية المقبلة، وفي سياق يشهد فيه اليمين المتطرف الفرنسي صعوداً لافتاً سجلته استطلاعات الرأي الأخيرة.





المساهمون