على عكس التوقعات بانتهاء "المرحلة النشيطة" من العملية العسكرية الروسية في سورية، بعد الإعلان عن سحب الجزء الأكبر من القوات في نهاية العام الماضي، شهد الشهران الأخيران مجموعة من التطورات الدراماتيكية، بدءاً من الهجوم على قاعدة حميميم، ووصولاً إلى مقتل عشرات من المرتزقة الروس جراء غارة أميركية ليلة 8 فبراير/ شباط الجاري، فيما يعتبر أول صدام عسكري مباشر بين موسكو وواشنطن منذ حرب فيتنام قبل نحو نصف قرن.
ولعل هذا ما دفع القيادة العسكرية والسياسية الروسية للنظر في إعادة القائد الحالي للقوات الروسية في سورية، الجنرال ألكسندر جورافليوف، إلى قيادة الدائرة العسكرية الشرقية داخل روسيا، وتعيين قائد القوات الجوية الفضائية الروسية، الفريق أول سيرغي سوروفيكين، قائداً لمجموعة القوات الروسية في سورية مرة أخرى.
وذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن جورافليوف، الذي تم تعيينه في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، كان مكلفاً بتقليص القوات وإنهاء "المرحلة النشيطة" من العملية العسكرية، إلا أن الإخفاقات بدأت فوراً، ومنها مقتل عسكريين روس جراء قصف استهدف قاعدة حميميم ليلة رأس السنة، وإسقاط طائرة الهجوم "سوخوي-25إس إم" في إدلب ومقتل طيارها في 3 فبراير/ شباط، وسوء التنسيق مع مختلف الوحدات الموالية للنظام السوري على الأرض، وغيرها من الإخفاقات.
وأوضحت مصادر مقربة من هيئة الأركان العامة الروسية لـ"كوميرسانت" أن احتمال تعيين سوروفيكين خلفاً لجورافليوف "مرجح جداً"، كما علمت الصحيفة أنه "كان يمكن تجنب التداعيات المأساوية للهجوم على حميميم في حال أقيم خط آمن في محيط القاعدة، ولكن عدد المناوبين كان أقل بسبب أعياد رأس السنة".
وخلصت "كوميرسانت" إلى أن سوروفيكين يبدو أكثر خبرة من جورافليوف، إذ سبق لوزارة الدفاع الروسية أن أشادت بـ"إحداث تحول في مكافحة "داعش" تحت قيادته"، كما أنه كان يساعد قادة قوات النظام السوري في التخطيط للعمليات.
وكانت وكالة الأنباء الرسمية الروسية "نوفوستي" قد ذكرت، أمس الثلاثاء، أن وزارة الدفاع تنظر في تعيين سوروفيكين قائداً لمجموعة القوات الروسية في سورية، على أن يتولى أحد نوابه قيادة القوات الجوية الفضائية في فترة غيابه.
يُذكر أن سوروفيكين تولى قيادة القوات الروسية في سورية خلال الفترة من يونيو/ حزيران إلى ديسمبر/ كانون الأول 2017، إلى أن تم تعيينه قائداً للقوات الجوية الفضائية الروسية خلفا لفيكتور بونداريف، الذي انتقل إلى مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي.