وقالت المصادر، لـ"العربي الجديد"، إن "مصر منذ فترة ليست بالقليلة تبذل جهودا واسعة في هذا الملف، سواء بالتواصل مع قيادات حوثية بشكل غير معلن، أو مع قيادات بحزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي قتله الحوثيون، على عدة أصعدة؛ في مقدمتها تأمين مسار الملاحة في باب المندب من جهة، وإنقاذ السعودية من المستنقع اليمني من جهة أخرى"، على حد تعبير المصادر.
وأوضحت المصادر أن لقاءً رتبته القاهرة جمع هادي بكل من سلطان البركاني، الأمين العام للمؤتمر الشعبي، والقيادي البارز بالحزب رشاد العليمي، إضافة إلى عدد آخر من القيادات، وذلك برعاية إماراتية وسعودية.
وكان البركاني قد دعا، عقب مقتل صالح، قيادات وكوادر حزبه في الداخل والخارج إلى "لملمة صفوفهم وتجاوز المحنة، بتوحيد الموقف والعمل من أجل اليمن الحديث، والحفاظ على الثورة والجمهورية والوحدة".
وبموازاة ذلك، كان منصور هادي قد دعا اليمنيين، في ديسمبر/ كانون الأول 2017، عقب مقتل صالح على يد الحوثيين، إلى "فتح صفحة جديدة" في اليمن وتخليص البلاد مما وصفه بـ"تسلط" الحوثيين.
وقال هادي، في كلمة مسجلة من الرياض: "تعالوا نضع أيدينا بأيدي بعضنا نحو إنهاء تسلط هذه العصابات الإجرامية"، في إشارة إلى الحوثيين.
وأضاف الرئيس المعترف به دوليا: "أتوجه إليكم جميعا بقلب متسامح وبإرادة صلبة لنفتح صفحة جديدة، ونخلص اليمن الحبيب من هذا الكابوس".
يأتي هذا في الوقت الذي شهد قصر الاتحادية بالقاهرة، ظهر الاثنين، قمة مصرية- يمنية بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ونظيره اليمني، بحثا خلالها الأوضاع في مختلف الدول العربية، والتهديدات الحوثية- الإيرانية للملاحة في مضيق باب المندب، وتأثير ذلك على قناة السويس، وجهود إحلال السلام في اليمن.
وأعقب الرئيسان قمتهما بمؤتمر صحافي أكد فيه السيسي أن زيارة الرئيس اليمني إلى مصر "تكتسب أهمية خاصة في ظل المرحلة الدقيقة والمفصلية التي تمر بها الأزمة اليمنية، والتي تضاعف التحديات الجسيمة في المنطقة العربية، وتهدد أمن واستقرار المنطقة بشكل غير مسبوق"، داعيا إلى "تضافر الجهود، وتعزيز التعاون والتنسيق بين الدول العربية، لدرء الأخطار المتصاعدة، التي تواجه الجميع، ولتغيير الواقع الصعب الذي يعيشه الشعب اليمني الشقيق".
وأكد السيسي أن "أمن واستقرار اليمن يمثل أهمية قصوى للأمن القومي المصري وللمنطقة"، مؤكدا أن "مصر ترفض بشكل قاطع أن يتحول اليمن إلى موطئ نفوذ لقوى غير عربية، أو منصة لتهديد أمن واستقرار الدول العربية الشقيقة، أو حرية الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب".
وقال السيسي إن "مصر ملتزمة بدعم واستقرار اليمن ووحدة أراضيه، وحكومته الشرعية تحت قيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي"، مؤكدا أن "التزام مصر تجاه اليمن هو التزام نابع من ثوابت سياستها الخارجية والعلاقات التاريخية".
وأكد الرئيس المصري "تأييد مصر للجهود الرامية للتوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية، وأهمية تحقيق التوافق بين مختلف الأطراف السياسية"، مجددا ترحيب بلاده بجهود المبعوث الأممي إلى اليمن لاستئناف المفاوضات، وفقا للمرجعيات الأساسية المتفق عليها دوليا، وفي مقدمتها المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وعلى رأسها القرار رقم 2216.
وقال الرئيس اليمني، خلال المؤتمر الصحفي، إنه بحث مع الرئيس السيسي "التهديدات التي تقوم بها المليشيات الحوثية المدعومة من إيران على حركة التجارة الدولية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر"، وهو الموقع الاستراتيجي، حيث إن قناة السويس البوابة الشمالية للبحر الأحمر، بينما باب المندب البوابة الجنوبية.
وأضاف هادي أنهم لن يسمحوا لمليشيات الحوثي بأن تهدد التجارة المارّة من خلال هذا الممر الملاحي الدولي، وهو ما يعد انتهاكا لحرية التجارة الدولية، فضلا عن موضوعات أخرى إقليمية ودولية، مشيرا إلى أن "مواقف مصر مشرفة وأصيلة تجاه الشعب اليمني ووقفتهم الجادة مع الشرعية الدستورية وإدانة الانقلاب"، مشددا على أن "الزيارة تأتي لتعزيز العلاقات بين البلدين"، مؤكدا أن "مصر تدافع دوما عن قضايا الأمة العربية".
وشهد مقر البرلمان المصري، الثلاثاء، لقاء بين الرئيس اليمني ورئيس مجلس النواب المصري علي عبد العال، تطرق لآخر تطورات الأزمة اليمنية والحرب ضد الحوثيين، حيث أكد هادي أن الجيش اليمني سينتصر قريبا على الحوثيين.