في مقابلات العمل، ربما لم يسبق وأن طرح عليك سؤال فيما إذا كنت الابن الوحيد في عائلتك، أو ترتيبك بين إخوتك، لكن وجود إخوة، ومكانك في تسلسلهم، يمكن أن يلعب دوراً هاماً في العمل الذي تحبه، ويؤثر على نجاحك فيه، بحسب موقع "تايم".
المولود الأول عندما يأتي إلى الحياة، يكون بمثابة الأمير بالنسبة لوالديه، فيميلان أكثر إلى تدليله، وإطلاق العنان له، والبقاء في مركز العائلة.
أما أصغر المواليد فلا يشعر بالرضا عن النظام القائم، لأنه الأضعف حتى في غرفة اللعب، وهذا يجعله أكثر ميلاً للتمرد، والتمتع بخفة الظل، وأكثر بداهة، وحضوراً، مقارنة بإخوته الأكبر.
أما الإخوة الذين يأتون في الوسط، فهم يعتمدون على سلوكيات الأخ الأكبر أو الأصغر، وأحياناً يمزجون بين الاثنين، ويعانون من اختطاف الأضواء من قبل الطرفين، ويكونون عرضة لمشاكل تقدير الذات وحتى الاكتئاب.
كل هذه الأشياء يمكن أن تؤثر في مكان العمل، إذ بيّنت الإحصائيات أن الأبناء الأكبر يميلون ليعملوا كمدراء تنفيذيين، ورواد فضاء، وأعضاء في البرلمانات، وكسب مال أكثر من الإخوة الأصغر، وهذا لا يعني أن هذه المناصب مغلقة عليهم، لكن في حال وصل إليها الأصغر فإنهم يتصرفون بطريقة مختلفة جداً.
وأظهرت الدراسات أن كبار المدراء التنفيذيين حين يكونون الأكبر بين إخوتهم، فإنهم يميلون لتشغيل شركاتهم بحذر، وتطوير الأشياء من خلال تفعيل خطوط الإنتاج، وتبسيط طرق التوزيع، والتأكد من أن الأمور تسير في وقتها، أما الإخوة الأصغر فيميلون لنسف ما هو موجود، وتجديد الشركة كلياً بدلاً من إصلاحها أو تطويرها.
الأمر نفسه يحدث بالنسبة للموظفين بعيداً عن الجناح التنفيذي، فالأخ الأصغر يمكن أن يقدم على مجازفات أكبر في المشاريع، أو المنتجات مقارنة بالأخ الأكبر.
كما أن أصغر المواليد في الأسرة تظهر لديهم ميول مهنية أخرى، فالعديد من الدراسات كشفت أنهم يتجهون ليكونوا كتاباً أو فنانين، أو كوميديين بشكل خاص، ستيفان كولبيرت هو أصغر إخوته الذين يبلغ عددهم 11، يبدو أفضل مثال على هذا.
كل هذا يدل على قدرات الابن الأصغر في الدخول إلى أفكار الآخرين، فلا يمكنك كتابة قصيدة قوية إذا لم تكن تفهم بعمق ما يؤثر في القراء.
أما بالنسبة للإخوة الأوسط فيكون إيجاد المكان الأفضل لهم أكثر صعوبة، وأحد الأسباب ذلك أنهم يحتاجون وقتاً أطول لاختيار المهنة التي يمكن أن ينجحوا فيها، ولديهم ميزة في العمل تختلف عن إخوتهم الأكبر والأصغر، فهم يميلون إلى بناء شبكات علاقات أوسع وأكثف، ويعود السبب في ذلك أنهم لم يحصلوا على ما يكفي من احتياجاتهم العاطفية في البيت.
(العربي الجديد)