أثار مرشح الرئاسة الأميركي، دونالد ترامب، جدلا جديدا في بلاده، عندما أشاد بدور الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في مكافحة الإرهاب، واصفا العراق حاليا بأنه "أصبح بمثابة جامعة عريقة لتخريج الإرهابيين".
كلام ترامب أتى، أمس الثلاثاء، في خطاب له أمام حشد واسع من أنصاره، في ولاية نورث كارولينا، في وقت كانت منافسته المحتملة، هيلاري كلينتون، تخاطب أنصارها في ذات الولاية، بحضور الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي شارك في حشد التأييد لها.
وأبدى ترامب اتفاقه مع أوباما في ما يتعلق بانتقاد غزو العراق، محمّلا قادة الحزب الجمهوري، الذي يسعى إلى تمثيلهم في الانتخابات، المسؤولية عن تداعيات القرار الخاطئ، ما قد يعزز هذا من موقفه في صراعه مع مؤسسة الحزب الجمهوري.
ورغم أن ترامب أقرّ بأن صدام حسين كان حاكما سيئاً، إلا أنه أشار إلى إيجابية واحدة تميّز بها عهده وهي "القتل"، قاصدا بها قتل "الإرهابيين".
وقال "لقد كان صدام حسين يؤدي عملاً جيداً جداً، من دون أن يتفاخر به، ومن دون أن يدرك الناس أهمية ما قام به حينها"، مضيفاً "لقد كان صدام يقتل الإرهابيين، وكان يجيد ذلك، الأمر الذي جعل العراق خالياً من الإرهاب في عهده".
وفي وصفه لوضع العراق اليوم، اعتبر ترامب أنّ "العراق أصبح اليوم شبيهاً بجامعة هارفارد، يقصده كل من يريد أن يتلقى إعداداً جيداً في تخصص الإرهاب". وخلص إلى القول بأن هذا يدعو إلى الأسى، مُعرّضا بصورة غير مباشرة بالرئيس الجمهوري السابق جورج بوش، الذي تم الغزو في عهده، ويريد الجمهوريون الحاليون تكراره وتوسيعه ليشمل سورية، تحت يافطة الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وجدد ترامب، في سياق خطابه، تعهدا سابقا بعدم السماح بدخول أي عدد من اللاجئين السوريين إلى الأراضي الأميركية، إذا ما انتُخب رئيساً للولايات المتحدة، محذراً من أن واحداً منهم فقط يمكن أن يتحوّل إلى "حصان طروادة لضرب أميركا". كما حذّر من انتخاب هيلاري كلينتون، قائلا إنها سوف تسمح بدخول المزيد من اللاجئين السوريين، لأنها حسب قوله، "غير مبالية بأمن الأميركيين".
وشنّ هجوماً قاسياً على الرئيس الحالي، باراك أوباما، متهماً إياه بأنّه يستخدم الطائرة الرئاسية في رحلات طويلة إلى ولاية هاواي في المحيط الهادي، لا لشيء، إلا من أجل لعب الغولف.