ترامب يحمل معه إلى آسيا ملفات اقتصادية ثقيلة وأزمة كوريا المتعثرة

03 نوفمبر 2017
ترامب خلفه صورة سور الصين (برندان سميالوفسكي/ فرانس برس)
+ الخط -
توجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، إلى آسيا في جولة طويلة هي الأولى له إلى هناك، يُفترض أن يلتقي فيها زعماء آسيويين، يأتي على رأسهم زعيما الصين واليابان الرائدتين في منطقة يخبو حضور الولايات المتحدة فيها يوماً بعد الآخر. وتأتي الزيارة بحسب البيت الأبيض، في إطار تعزيز الروابط الشخصية بين ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، وكذلك مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، من أجل إبرام اتفاقات تجارية أكثر عدلاً وزيادة الضغط على كوريا الشمالية، بحسب "فرانس برس".

وتُرتسم شكوك حول قدرة ترامب على النجاح بتحقيق اختراقات كهذه، خصوصاً مع توسّع التحقيق في التدخلات الروسية بالانتخابات الرئاسية والتي أوصلته إلى البيت الأبيض، وهو تحقيق يُنبئ بدوره أيضاً بتقارب كوري جنوبي مع الصين، بعد إعلانهما منتصف الأسبوع العمل سوياً على إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية.

ويقول مساعدو ترامب إن الرئيس سيناقش، في فيتنام، سياسة جديدة للقارة، مبنية على جعل منطقة الـ"هندو ـــ باسيفيك" منطقة حرة ومفتوحة، وهي فكرة طرحتها طوكيو على واشنطن بغية ربطها مع ثلاث ديمقراطيات "بحرية" هي اليابان وأستراليا والهند، في محاولة لاحتواء الصعود الصيني. ويقول مستشار ترامب للأمن القومي، هربرت ريموند ماكماستر، إنّ "هذه الجولة هي فرصة لإثبات التزام الإدارة الأميركية تجاه الهند والمحيط الهادئ".


ولا يبدو واضحاً ما يمكن أن يقدمه ترامب لآسيا في هذا الشأن، خصوصاً أنه سبق وسحب الولايات المتحدة من أغلب الاتفاقات الإقليمية واستبدلها بأخرى ثنائية. ويقول مستشار الرئيس السابق، باراك أوباما، لقارة آسيا، إيفان ميديروس: "لا تنظر المنطقة إلى ترامب بعدم الارتياح وتعجز عن التنبؤ بما يريد... إنها تراه انطلاقاً من اتفاقيات رئيسية مثل اتفاقية الشراكة العابرة للمحيط الهادئ TPP  (سحب ترامب بلاده منها مطلع العام)".

ويضيف: "إنّ صنّاع القرار الآسيويين يواجهون صعوبة في فهم ما إذا كان يملك استراتيجية متماسكة ... لا أحد في آسيا يستطيع تحمل نفور الرئيس الأميركي. لا يمكن الاعتماد عليها. ربما بسبب كراهيته وسياساته التي تثير الاشمئزاز!".

وبالنسبة للقادة الآسيويين، لا تبدو الزيارة بهذه الأهمية. فقد دعا آبي الرئيس ترامب للعب الغولف في طوكيو يوم الأحد، كما يصطحبه الرئيس الصيني بزيارة سياحية إلى المدينة المحرمة، وأخرى روتينية تفقدية للقوات الصينية.

ويرافق ترامب 29 شخصاً من كبار المسؤولين التنفيذيين إلى بكين، حيث تأمل الإدارة الأميركية بتوقيع اتفاقات تجارية وصناعية جديدة بمليارات الدولارات. بيد أن مراقبين يخففون من منسوب التفاؤل بأن توافق الصين على ذلك.

ويخطط ترامب أيضاً لجعل ملف الأزمة مع كوريا الشمالية على قائمة اهتماماته، حيث سيحاول إقناع الرئيس الصيني باستخدام نفوذه وبذل المزيد من الضغط على بيونغ يانغ لتغيير سلوكها. وبحسب مصدر في البيت الأبيض سيطلب ترامب من بكين التوقف نهائياً عن تزويدها بالفحم الحجري، وإغلاق حساباتها المصرفية، وكذلك طرد العمال الكوريين الشماليين إلى بلادهم.

وفيما يرى الجنرال ماكماستر أن "الصين تفعل الكثير لكنه ليس بالشيء الكافي"، يشير محللون إلى أنّ الزعيم الصيني الذي خرج من المؤتمر الشيوعي الأخير، منصباً نفسه أكبر زعيم صيني بعد مهندس الإصلاح دنغ شاو بينغ، وبرتبة ماو تسي تونغ. ويعتبر هؤلاء أنه ليس هناك ما يجبر الرئيس الصيني شي على تجنب مواجهة ترامب، ذي النزعة الحمائية التي تثير حساسية بكين. كما يرون أن الزعيم الصيني سبق أن أظهر ثقته بنفسه من خلال التسوية التي أرساها مع سيول نهاية الشهر الماضي، حيال منظومة الصواريخ "ثاد" الأميركية.


(العربي الجديد)