لا يتوانى المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، في تسخير أي شيء قد يساعده في الظفر بمنصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، حتى وإن كان ذلك يتطلب التحالف مع بلد يصنف في خانة "العدو".
ووصل الأمر بترامب إلى توجيه الدعوة إلى روسيا، أمس الأربعاء، إلى المسارعة بالكشف ونشر آلاف من رسائل البريد الإلكتروني التي لم تسلمها منافسته عن الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون إلى المسؤولين الأميركيين الذين حققوا في استخدامها بريداً إلكترونياً خاصاً عندما كانت وزيرة للخارجية، وفق ما نقلته تقارير إعلامية.
وقال ترامب "يا روسيا إن كنت تسمعين آمل أن تكوني قادرة على العثور على الـ30 ألف رسالة بريد إلكتروني المفقودة"، وذلك في لقاء صحافي بأحد منتجعاته بفلوريدا. وأضاف: "ربما لديهم تلك الرسائل. أود أن يتم نشرها".
ولدى سؤاله عن مدى انزعاجه من إمكانية تجسس روسيا على مراسلات وزيرة الخارجية السابقة، رد ترامب قائلاً: "لا، ذلك لا يدفعني للتراجع. إذا كانت لديهم تلك المراسلات، فهي لديهم".
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، فإن المراسلات التي يتحدث عنها ترامب تعود إلى الفترة التي شغلت فيها كلينتون منصب وزيرة الخارجية من 2009 حتى 2013، والتي احتفظت خلالها بنظام خاص للرسائل عبر حسابات البريد الإلكتروني في منزلها في نيويورك.
وكانت كلينتون أكدت أن رسائل البريد الإلكتروني التي لم تسلمها للمحققين خاصة بها. من جهته رأى مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي اي) عدم وجود داع للتحقيق بمراسلاتها الخاصة.
وردت كلينتون، التي ستواجه ترامب في الانتخابات الرئاسية في الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني، ببيان صادر عن حملتها الانتخابية اتهمه بأنه يمثل تهديداً محتملاً للأمن القومي الأميركي بِحثّه روسيا على التجسس على بريدها الإلكتروني والتأثير على الاقتراع.
وتختلف مراسلات كلينتون الخاصة عن المراسلات التي تم تسريبها عن لجنة الحزب الديمقراطي قبل انعقاد المؤتمر العام للحزب، والتي يحتمل أن تكون روسيا وراء تسريبها، وفق تقارير إعلامية أميركية. ويقوم مكتب التحقيقات الفيدرالي بالتقصي في مدى تورط فاعلين روس في عملية تسريب المراسلات، التي تشير إلى وجود تواطئ داخل لجنة الحزب لقطع الطريق أمام منافس كلينتون داخل الحزب بيرني ساندرز.
ورفض ترامب الإشارة إلى أن روسيا وراء الكشف عن رسائل الحزب الديمقراطي.
ووصف القول بأن الهدف من الاختراق هو مساعدته في الوصول إلى البيت الأبيض بأنه "احتمال بعيد".
ومضى قائلاً "إنه احتمال بعيد جداً ومثير للسخرية للغاية" مضيفاً أنه غير مقتنع بأن روسيا وراء الكشف عن رسائل البريد الإلكتروني.
وتابع "بصراحة ..لقد كنت أتمنى لو كانت لدي هذه القوة. وددت لو كانت لدي هذه القوة".