وفي حوار أجراه مع قناة "سي بي أس" المحلية، الأربعاء، أجاب ترامب على سؤال ما إذا كان سيحمّل بوتين المسؤولية عن التدخل في الانتخابات قائلًا "حسنا، سأفعل، لأنه يمسك بزمام الأمور في بلاده، تمامًا كما أعتبر نفسي مسؤولًا عن الأشياء التي تحصل في هذا البلد"، وفق ما أوردته وكالة "فرانس برس"، مشددًا في الوقت نفسه على أن التدخل في الانتخابات الأميركية "لن يحدث" مستقبلًا.
وتحدث الرئيس الأميركي عن جانب من المباحثات التي جمعته مع بوتين خلال القمة في العاصمة الفنلندية هلسنكي، الإثنين الماضي، كاشفًا أنه عندما سأل بوتين حول تدخل موسكو في الانتخابات الأميركية، أجابه الأخير "نحن في الحقيقة لا نستطيع التدخل، ولا يمكننا القيام بذلك".
وزعم أنه "كان حازمًا جدًا حيال حقيقة أنه لا يمكن أن يقبل بالتدخل" في الانتخابات الأميركية، قائلًا "أعلمت بوتين بأننا لا نقبل بهذا، ولن نسمح به، وهذه هي الطريقة التي سيكون عليها الأمر"، على حد تعبيره.
تأتي هذه التصريحات بعد أن كان ترامب قد دافع عن بوتين أمام الصحافيين في هلسنكي، قائلًا إنه "لا يعتقد أن ثمة سببًا يدفع إلى القول إن روسيا" تدخلت في الانتخابات، واصفًا اللجنة التي يقودها المحقق الخاص في قضية التدخل الروسي، روبرت مولر، بأنها "كارثيّة".
لكن سريعًا، فور عودته إلى الولايات المتّحدة، غيّر ترامب روايته تلك مستعينًا بـ"صيغة النفي"، إذ زعم أن حرف النفي سقط منه أثناء حديثه في المؤتمر الصحافي إلى جانب بوتين، وأن ما كان يقصد قوله، في حينها، هو أنه "لا يرى سببًا لأن لا تكون روسيا" تدخلت في الانتخابات، علمًا أنه أعقب تلك الجملة، في صيغتها الأولى، بانتقاد لجنة مولر، ثمّ أكد على ذلك في مقابلة لاحقة مع قناة "فوكس نيوز"، حين وصف اللجنة بأنها تمثّل "عارًا حقيقيًا".
وحاول ترامب، بداية، وتحت وطأة سيل الانتقادات التي تلقّاها من قطبي الكونغرس؛ الجمهوريين والديمقراطيين، تليين موقفه إزاء التدخل الروسي، حين غرّد على حسابه في "تويتر"، بعد ساعات قليلة من انتهاء قمته مع بوتين، مؤكدًا ثقته باستخبارات بلاده، قبل أن يستدرك قائلًا "علينا أن ننسى الماضي"، في إشارة إلى روسيا، داعيًا إلى التعايش معها.
لكن ذلك لم يكن كافيًا، على ما يبدو، لإرضاء المؤسسات النافذة في واشنطن، ولا سيما الاستخبارات، إذ لم يستغرق منه الأمر أخيرًا سوى يومين اثنين ليسحب أقواله السابقة، ويغيّر موقفه.