ترامب يتبنّى مقاربة نتنياهو: التفاوض مع الدول العربية أولاً

10 فبراير 2017
ترامب سيتبنّى استراتيجية جديدة تجاه السلام (شاؤول لويب/فرانس برس)
+ الخط -
توحي الإشارات الصادرة من البيت الأبيض، قبل أيام قليلة من استقبال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في منتصف فبراير/ شباط الحالي، أنّ الإدارة الأميركية الجديدة تتجه للأخذ بالنصائح التي سمعتها من عدد من المسؤولين العرب والمسلمين الذين تواصلت معهم أخيراً، بعدم اتخاذ مواقف مستفزّة للطرف الفلسطيني كنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، أو إعلان موقف مؤيد بشكل علني لسياسات الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأشار تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الجمعة، إلى أنّ إدارة ترامب باتت "قريبة جداً" من تبنّي استراتيجية جديدة تجاه عملية السلام في الشرق الأوسط، تقوم بشكل أساسي على التنسيق مع دول عربية وإسلامية أساسية، كالمملكة العربية السعودية ومصر وتركيا.

وتتفق هذه المقاربة الجديدة إلى حد بعيد مع وجهة نظر نتنياهو واليمين الإسرائيلي، الذي يرفض التفاوض المباشر مع الفلسطينيين، ويعتقد أنّه بالإمكان التوصّل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط من خلال التقارب والتفاوض مع الدول العربية، وليس مع الطرف الفلسطيني، على اعتبار أنّ المفاوضات مع هذا الجانب قد وصلت إلى طريق مسدود.

ويرى نتنياهو أنّ على إسرائيل استغلال تهديدات إيران لجيرانها العرب، وتصاعد النزاع المذهبي في منطقة الشرق الأوسط، وبذل الجهود من أجل توطيد العلاقات الإسرائيلية مع الدول العربية، تحت شعار: "مواجهة التهديدات الإيرانية".


كما يعتقد نتنياهو أنّه بالإمكان التوصّل أولاً إلى اتفاق مع الدول العربية على صيغة لتسوية القضية الفلسطينية، ثم العمل على إقناع الجانب الفلسطيني بها.

وتنطلق الاستراتيجية الأميركية - الإسرائيلية الجديدة، من أنّ عملية السلام مع الفلسطينيين قد انتهت، وأنّ الاستراتيجية الأميركية السابقة التي اعتمدتها إدارتا الرئيسين بيل كلينتون وباراك أوباما، والتي تقوم على إدارة مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، قد فشلت، بسبب ضعف القيادة الفلسطينية والانقسامات بين حركتي فتح وحماس.

ورجّحت "نيويورك تايمز" أن يقرر البيت الأبيض تأجيل خططه لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، بناءً على نصيحة من الزعماء العرب، لأنّ ذلك سيفجّر احتجاجات فلسطينية، مشيرة في هذا السياق إلى اللقاء الذي عقده ترامب مع ملك الأردن عبد الله الثاني في العاصمة الأميركية أخيراً، وتلاه بيان صدر عن البيت الأبيض استخدمت فيه لهجة جديدة تحذر إسرائيل من مخاطر بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية على عملية السلام.

وقالت الصحيفة إنّ العاهل الأردني لعب "دوراً مهماً" في إقناع إدارة ترامب بعدم نقل السفارة، معرباً عن قلقه من رد فعل الفلسطينيين في الأردن على مثل هذه الخطوة.

كما كشفت الصحيفة أنّ الملك عبدالله الثاني قام بزيارته إلى واشنطن دون دعوة رسمية، إذ عقد في البداية محادثات مع أعضاء في الكونغرس، قبل تمكّنه من لقاء نائب الرئيس مايك بينس، وهو ما ساعده لاحقاً على ترتيب اجتماع مع ترامب في البيت الأبيض.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن مصادر أميركية مطلعة، أنّ جاريد كوشنر، صهر ترامب وكبير مستشاريه المكلف بإدارة مفاوضات السلام، بات مقتنعاً بصوابية المقاربة الأميركية الجديدة لمسألة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بعد اتصالات ومحادثات مكثّفة أجراها مع مسؤولين إسرائيليين بينهم السفير الإسرائيلي في واشنطن، رون ديرمر، وهو من المقربين من نتنياهو، وكذلك بعد عشاء في البيت الأبيض جمع ترامب وكوشنر، ليلة الخميس الماضي، مع المتمّول اليهودي شالدون إدلسون، وهو أيضاً أحد أبرز داعمي رئيس حكومة الاحتلال.

وقالت الصحيفة إنّ ما ساهم في بلورة المقاربة الجديدة لدى كوشنر، هي سلسلة المحادثات الهاتفية والاجتماعات الشخصية التي أجراها في الأسابيع الأخيرة، مع قادة عرب ومسؤولين في المنطقة، وكذلك بعد الاتصالات التي أجراها ترامب مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي عهد دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأشارت إلى أنّ كوشنر عقد محادثات في واشنطن مع عدد من المسؤولين العرب، بينهم سفير دولة الإمارات في الولايات المتحدة يوسف العتيبة، تناولت بشكل أساسي سبل تحريك عملية السلام ودور الدول العربية في هذا الشأن.

The website encountered an unexpected error. Please try again later.