ويتحرك الأفراد والأفكار ذهاباً وجيئة بين الطرفين: ترامب ضيف منتظم على الشبكة، كما تحدث المذيع، شون هانيتي، ذات مرة في تجمع لترامب. تردد الشبكة رسائل ترامب وتضخمها وتنقحها، بينما في حالات أخرى يأخذ الرئيس أفكاره من برامجها.
وارتفعت مخاطر هذه العلاقة بين الرئيس والشبكة مع تفشي فيروس كورونا المستجد. صحيح أن القناة غطّت أخبار الفيروس، إلا أن مذيعي الرأي فيها أيدوا تشبيه الرئيس لكورونا بالإنفلونزا العادية، واتهام الليبراليين بإشعال الهستيريا.
وفي 3 مارس/آذار، تباهت جيسي واترز، من مذيعي برنامج The Five، قائلةً: "تريد أن تعرف كيف أشعر حقاً بشأن كورونا؟ إذا أُصبت به فسأهزمه، أنا لست خائفةً من الفيروس ولا ينبغي أن يكون أحد آخر خائفاً منه".
لاحقاً، اعترفت واترز بأنها كانت مخطئة، لكن نجوم "فوكس نيوز" والإعلام المحافظ واصلوا التقليل من شأن الفيروس ونشر معلومات مضللة حوله.
ما تأثير هذه التعليقات؟ قال أربعة من كل خمسة مشاهدين لشبكة "فوكس نيوز"، استطلعت آراءهم مؤسسة "بيو" للأبحاث، إنهم يعتقدون أن وسائل الإعلام بالغت في مخاطر الفيروس.
ووصف خطاب مفتوح لرئيس شركة "فوكس"، روبرت مردوخ، والرئيس التنفيذي لاتشلان مردوخ، وقع عليه 74 من أساتذة الصحافة والصحافيين البارزين، المعلومات الخاطئة التي تعرضها شبكة "فوكس نيوز" بأنها "خطر على الصحة العامة".
وقال البيان: "مع انتشار الفيروس في جميع أنحاء العالم، قلّل مذيعو قناة "فوكس نيوز" وضيوفها من المخاطر، واتهموا الديمقراطيين ووسائل الإعلام بتضخيم المخاطر"، "شجع هذا دونالد ترامب على التقليل من حدة التهديد وساعد في عرقلة الجهود الوطنية والولائية والمحلية للحد من الفيروس".
وفي 13 مارس/آذار، أعلن ترامب حالة طوارئ وطنية. أحبط المذيعون وأنكروا أنهم سعوا في وقت سابق إلى التقليل من شأن الفيروس.
ونشر العديد من المضيفين على قناة "فوكس نيوز" وأماكن أخرى نظرية مؤامرة تقول بأن أرقام الإصابات والوفيات قد يكون مبالغاً فيها، بزعم استخدام حالات طبية غير ذات صلة في محاولة لرسم صورة سلبية عن ترامب مع قرب الانتخابات.
هذا بالإضافة إلى دعم ترويج ترامب لهيدروكسي كلوروكين، وهو دواء مضاد للملاريا، على أنه علاج مضمون لفيروس كورونا، رغم أن الدراسات لا تزال سارية في الموضوع.
ونقلت "ذا غارديان" عن سيدني بلومنتال، المستشار السابق للرئيس بيل كلينتون، قوله: "يتحمل ترامب و"فوكس نيوز" مسؤولية كبيرة عن إصابة الجمهور بفيروس كورونا والوفيات به، كلاهما يتشارك المسؤولية عن عواقب الفيروس التاجي.
وتابع: "هناك بُعد أخلاقي ينبع من عدم المسؤولية، والذي تعرضت بسببه حياة مئات الملايين للخطر. ليس بغفلة بل بعلم".