ونقلت الصحيفة الأميركية عن اثنين من المستشارين، تأكيدهما أنّ ترامب طلب من مستشاري البيت الأبيض النظر في الفكرة، ولفتا إلى أنّ بعض مستشاريه أيّدوها فعلا، معتبرين إياها خطوة اقتصادية جيدة، بينما رفضها آخرون، واصفين إياها بأمر ساحر عابر، لن يثمر أبداً.
وذكرت "وول ستريت جورنال" أنّ عدد سكان غرينلاند يبلغ 56 ألف نسمة، وهي جزء من مملكة الدنمارك، وتتمتع بحكم ذاتي، تُقرّر بموجبه حكومتها معظم الأمور الداخلية، في حين أنّ كوبنهاغن تتولى إدارة السياسة الخارجية والشؤون الأمنية.
ويأتي الكشف عن هذه التفاصيل قبل توجه ترامب إلى الدنمارك، في أول زيارة له، مطلع الشهر المقبل، إلا أنّ المصدرَين أكدا للصحيفة عدم ارتباط الزيارة بقضية غرينلاند.
ويرى المسؤولون الأميركيون أنّ غرينلاند مهمة من أجل مصالح الأمن القومي الأميركي، وفق الصحيفة، التي ذكرت أنّ معاهدة الدفاع الممتدة منذ عقود بين الدنمارك والولايات المتحدة، تمنح الجيش الأميركي عملياً حقوقاً غير محدودة في غرينلاند، في قاعدة "ثول" الجوية الأميركية، في أقصى الشمال.
وأشارت إلى أنّ فكرة ترامب خلقت سلسلة من الأسئلة بين مستشاريه، حول مدى قدرة الولايات المتحدة على استخدام الجزيرة من أجل وجود عسكري أقوى في القطب الشمالي، إضافة إلى الفرص البحثية التي يمكن أن تتيحها.
سياسيون دنماركيون يسخرون من فكرة ترامب
بدورهم، سخر سياسيون دنماركيون، اليوم الجمعة، من فكرة بيع جزيرة غرينلاند للولايات المتحدة. وقال رئيس الوزراء الدنماركي السابق، لارس لوكه راسموسن، على "تويتر": "لا بد أنها كذبة إبريل. جاءت في غير موعدها تماماً".
Twitter Post
|
وقال سورين إسبيرسن، المتحدث باسم الشؤون الخارجية لحزب الشعب الدنماركي، لهيئة "دي.آر" الإذاعية: "إذا كان يفكر حقاً في ذلك، فهذا دليل أخير على أنه فقد صوابه"، مضيفاً: "فكرة أن تبيع الدنمرك 50 ألف مواطن للولايات المتحدة هي فكرة سخيفة تماماً".
وتعتمد غرينلاند، التي تقع بين شمال المحيط الأطلسي والمحيط المتجمد الشمالي، على الدعم الاقتصادي للدنمارك.
ولم يتسنَّ الحصول على تعليق من رئيسة الوزراء مته فريدريكسن ووزير الخارجية جيبي كوفود، وفق "رويترز"، لكن المسؤولين قالوا إنهم سيردون في وقت لاحق اليوم الجمعة. ولم يتسنَّ الاتصال بسفارة الولايات المتحدة في كوبنهاغن للحصول على تعقيب.
وقال سفير الولايات المتحدة السابق في الدنمارك، روفوس غيفورد، على "تويتر": "يا إلهي. كشخص يحب غرينلاند وزار كل ركن فيها تسع مرات ويحب الناس.. هذه كارثة كاملة وشاملة".
Twitter Post
|
وتكتسب غرينلاند اهتمام القوى العالمية، بما في ذلك الصين وروسيا والولايات المتحدة، بسبب موقعها الاستراتيجي ومواردها المعدنية.