وبات ترامب، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، المقرر إجراؤها في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، المرشح "الوحيد" في المعسكر الجمهوري، بعد انسحاب منافسيه من سباق الترشح في الانتخابات التمهيدية.
ويستعد ترامب لخوض انتخابات تمهيدية في 7 ولايات متبقية، عقب تحقيقه الفوز في الانتخابات التمهيدية بـ29 ولاية من أصل 43.
وعلى الرغم من تصريحات ترامب، التي تتضمن عبارات"مهينة" للنساء والأقليات والمسلمين، إلى جانب كلماته "القاسية" في ما يتعلق بالاقتصاد والإدارة العامة، وردود الأفعال الغاضبة تجاهها، فإن حصوله على أكثر الأصوات في الانتخابات التمهيدية التي جرت حتى الآن، وضع قادة الحزب في حيرة من أمرهم.
وعلى الرغم من انزعاج قادة الجمهوريين من بعض خطابات ترامب، إلا أنهم لايحبّذون ترك البيت الأبيض للديمقراطيين مجدداً، في ولاية ثالثة على التوالي.
ووُصف أول لقاء جمع ترامب، الأربعاء الماضي، مع رئيس مجلس النواب الأميركي، الجمهوري بول ريان، الذي أعرب عن عدم دعمه ترشيح ترامب، بالـ"المثمر".
وفتح اللقاء الباب أمام تكهنات المراقبين حول "إمكانية التقاء الشخصين في منتصف الطريق"، رغم وقوفهما على طرفي نقيض.
كيف وصل ترامب إلى هذه المرحلة
كان عدد من توقعوا فوز رجل الأعمال ترامب، الذي ترشح في آغسطس/آب العام الماضي، منخفضاً جداً، ولم يكن اسم ترامب الذي لا يمتلك أرضية سياسية، ولم يشغل مناصب هامة، موجوداً ضمن المتنافسين الثلاثة الأبرز.
ومع بدء الانتخابات التمهيدية، أخذ ترامب يتقدم على منافسيه، حيث فاز في الأول من مارس/آذار الماضي، في الانتخابات بـ7 ولايات من أصل 11، وحقق بعد ذلك انتصارات متتالية في الكثير من الولايات، حتى وصل إلى وضع "المرشح الوحيد" للمعسكر الجمهوري.
وأعلن جيب بوش، حاكم فلوريدا السابق، والمنافس الأقوى لترامب، انسحابه من سباق الترشح عن الحزب الجمهوري، لعدم حصوله على نتيجة مشجعة في الانتخابات التمهيدية للحزب، التي أجريت في 20 فبراير/شباط الماضي، في ولاية كارولينا الجنوبية، فيما انسحب بعد ذلك السيناتور عن ولاية فلوريدا ماركو روبيو، يوم 15 مارس/آذار، ثم المنافسان السيناتور تيد كروز، وحاكم ولاية أوهايو جون كاسيش، في 3 مايو/أيار الحالي.
ويعلن الحزب الجمهوري مرشحه في مؤتمره المزمع عقده بين 18 و21 يوليو/تموز المقبل، فيما يعلن الحزب الديمقراطي رسمياً عن مرشحه للانتخابات الرئاسية في مؤتمره العام الذي سيعقد بين 25 و28 من الشهر نفسه.
ويشير موقع "ريل كلير"، الرائد في الولايات المتحدة الأميركية بمجال التحليلات السياسية، إلى أن ترامب حصل حتى الوقت الراهن على أصوات نحو 11 مليون ناخب من الجمهوريين، رغم خطاباته السلبية تجاه العديد من القضايا، ليتجاوز بذلك أصوات جورج دبليو بوش الذي سجل رقماً قياسياً في عام 2000 بحصوله على 10.8 ملايين صوت.
ويعمل ترامب على ركوب موجة الإسلاموفوبيا المتصاعدة في الولايات المتحدة الأميركية، واستخدامها كوسيلة للترويج لنفسه في الانتخابات الرئاسية، ويرى ضرورة أن لا تكون بلاده "شرطي العالم"، فيما يعارض بشدة اتفاقيات التجارة الدولية، الأمر الذي يدفع نسبة من الجمهوريين إلى تأييده في هذه المسائل، والتصويت لصالحه.
وعند النظر إلى إحصاءات الانتخابات التمهيدية، فإن انقسام أصوات الناخبين الجمهوريين على 4، عاد بالفائدة على ترامب بشكل أكبر، حيث بات أقرب إلى رئاسة الحزب رغم حصوله على أقل من 40 في المائة من إجمالي أصوات الناخبين الجمهوريين، ليكون بذلك أول اسم يقترب إلى الترشح لقيادة الحزب من المرشحين الذين جاؤوا من خارج الحزب دون أي ماضٍ سياسيٍ.
وكان دوايت إيزنهاور آخر شخص انتخب للرئاسة عام 1953، دون أي ماضٍ سياسيٍ، ولكنه شغل منصباً قيادياً في الجيش الأميركي خلال الحرب العالمية الثانية، وكذلك الرئيس الـ31 للولايات المتحدة الأميركية هربرت هوفر، كان من بين الرؤساء الذين انتخبوا دون أية تجربة سياسية (كان يعمل مهندساً قبل توليه الرئاسة).
أمّا بالنسبة للمليادير ترامب، الذي يملك العديد من الفنادق وأندية القمار، فإنه يتنافس بشكل أكبر من الرؤساء السابقين، دون أية تجربة في الحياة السياسية والمهنية، وأصبح ترشحه لرئاسة الحزب الجمهوري شبه مؤكد، إذا لم تحدث مفاجأة غير متوقعة، وسيتم الإعلان عن المرشح لقيادة الحزب في المؤتمر المقرر انعقاده خلال الفترة 18 – 21 يوليو/تموز بمدينة كليفلاند.
وتظهر استطلاعات الرأي الأخيرة في عموم الولايات المتحدة الأميركية، تفوّق وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون من الحزب الديمقراطي، على دونالد ترامب بنحو 5 – 6 درجات، ومن المنتظر أن يخوضا منافسة حادة في المرحلة المقبلة.