وفي الوقت الذي بقيت فيه الإدارة الأميركية في حالة تأهب قصوى، في ظل ما اعتبره مسؤولو الجيش والمخابرات تهديدات محددة وحقيقية من إيران، فإن ترامب، على عكس اللغة العدائية التي يتحدث بها علنا ضد إيران، يفضل مقاربة دبلوماسية لحل الخلافات، ويريد التحدث بشكل مباشر مع المسؤولين الإيرانيين، وفق ما تورد الصحيفة.
وتضيف الصحيفة أن الخلافات حول تقييم المعلومات الاستخبارية الأخيرة والاستجابة لها تفسد أيضاً التحالفات مع حلفاء الولايات المتحدة الخارجيين، وفقًا لعدة مسؤولين في الولايات المتحدة وأوروبا.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية على دراية بالمحادثات التي أجراها ترامب وتتعلق بمستشار الأمن القومي، جون بولتون، ووزير الخارجية، مايك بومبيو، أن ترامب كان غاضباً على مدار الأسبوع إزاء ما رآه تخطيطاً حربياً يتجاوز أفكاره الخاصة.
وبحسب المسؤول المذكور، فإن بولتون، الذي دعا إلى تغيير النظام في إيران قبل انضمامه إلى البيت الأبيض، "يقف في مكان مختلف" عن المكان الذي يقف فيه ترامب، على الرغم من أن ترامب من أشد منتقدي إيران حتى من قبل تعيين بولتون.
ويقول المسؤول: "ترامب يريد الحديث إلى الإيرانيين، هو يريد اتفاقا"، وهو منفتح على التفاوض مع الحكومة الإيرانية.
ويتابع المصدر ذاته قائلًا: "هو ليس مرتاحا للحديث عن تغيير النظام من أساسة"، والذي يعيد إلى ذهنه الحديث عن إزاحة نظام صدام حسين في العراق قبيل الغزو الأميركي عام 2003.
وعند سؤال الصحيفة المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، غاريت ماركيز، عن الروايات حول خيبة أمل ترامب تجاه بولتون، أجاب: "هذا التقرير لا يعكس بالضرورة الواقع".
وتنقل الصحيفة عن مسؤول كبير في البيت الأبيض قوله إن ترامب لا يميل إلى الرد بقوة إلا إذا كان هنالك "تحرك كبير" من قبل الإيرانيين، ولا يزال مستعدًا، رغم ذلك، للرد بقوة، في حال كانت هنالك وفيات أميركية أو تصعيد دراماتيكي.
وأضاف المسؤول أنه بينما يتذمر ترامب من بولتون بشكل منتظم إلى حد ما، فإن سخطه عليه لا يقترب من المستويات التي وصل إليها مع ريكس تيلرسون، وزير الخارجية السابق.
وكان ترامب قد نفى أي "صراع داخلي" يتعلق بالسياسات العامة تجاه الشرق الأوسط في تغريدة الأربعاء، قائلًا: "لا يوجد صراع داخلي على الإطلاق... يتم التعبير عن آراء مختلفة، وأنا أتخذ القرار الحاسم والنهائي... أنا متأكد من أن إيران تريد التحدث قريبا".