وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارا ساندرز، إن ترامب سيعلن الاستراتيجية الجديدة لإدارته بشأن إيران في الساعة 12:45 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة (16:45 بتوقيت غرينتش)، غدًا الجمعة، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".
واعتبر مسؤولون سابقون أن قرار الرئيس المتوقع بعدم التصديق على الاتفاق مع طهران قد يخلق أزمة نووية جديدة في الشرق الأوسط، إضافة إلى الأزمة القائمة مع بيونغ يانغ، ومخاطر تحولها إلى مواجهة نووية في شبه الجزيرة الكورية.
ونقلت محطة "سي إن إن"، عن مسؤولين أميركيين، أن قرار ترامب بشأن الاتفاق النووي سيأتي في إطار استراتيجية متكاملة أكثر حزماً في التعامل مع إيران، تتضمن العمل مع حلفاء الولايات المتحدة لاحتواء التهديدات الإيرانية الأخرى، لكن المصادر أشارت في الوقت نفسه إلى أن الخطة ستسمح ببقاء الولايات المتحدة في الاتفاق، وتُجنب إدارة ترامب "وجع رأس سياسيّاً" لتجديد الاتفاق كل تسعين يوما.
وسيكون أمام الكونغرس ستون يوماً لإصدار عقوبات جديدة ضد إيران، لكن غالبية أعضاء الكونغرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، بالإضافة إلى مسؤولين كبار في البيت الأبيض، يعارضون التصعيد مع إيران في الملف النووي، وإن كانوا يؤيدون سياسات إدارة ترامب على صعيد مواجهة إيران في القضايا الخلافية الأخرى التي لم يتناولها الاتفاق النووي.
وفي هذا السياق، لاقت الإجراءات الجديدة ضد حزب الله التي اتخذتها إدارة ترامب، وإعلان وزارة الخارجية الأميركية عن مكافآت مالية لإلقاء القبض على قياديين في الحزب المدرج على لوائح الإرهاب الأميركية، اهتماما من النخبة السياسية.
وقال جايك سولفان، المستشار الأمني في إدارة أوباما، إنه "على إدارة ترامب الاهتمام بالمخاطر الأمنية التي يشكلها حزب الله على إسرائيل بدلاً من خلق أزمة نووية بالانسحاب من الاتفاق النووي".
لكن سولفان، الذي كان في عداد الفريق الأميركي الذي أشرف على المفاوضات مع إيران، شكك في مدى جدية التقارير عن وجود تهديدات بقيام خلايا تابعة لحزب الله بشن هجمات على الأراضي الأميركية، ولكنه في الوقت ذاته لم يستبعد أن "يكون حزب الله قد حاول تنظيم خلايا نائمة في الولايات المتحدة قد يلجأ إلى تحريكها في المستقبل".
وقبل ساعات قليلة من إعلان قراره بشأن الاتفاق النووي مع إيران، الذي وقعته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، جدد ترامب انتقاداته لما وصفه بالصفقة غير المتكافئة التي سمحت لإيران بالحصول نقداً على "1.7 مليار دولار دفعتها الخزينة الأميركية من أموال دافعي الضرائب، كتسوية عن صفقة سلاح كانت موقعة بين البلدين قبل الإطاحة بشاه إيران محمد رضا بهلوي عام 1979".
وفي مقابلة مع "فوكس نيوز"، قال ترامب "أعتقد أنها كانت واحدة من الصفقات التي لم يسبق لها مثيل، 150 مليار دولار تعطى، لم نحصل على شيء، لقد حصلوا على مسار للحصول على الأسلحة النووية بسرعة كبيرة".
مسودة قانون يفرض عقوبات جديدة على إيران
إلى ذلك، صادقت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي، الخميس، على مسودة قانون يفرض عقوبات جديدة على إيران؛ بسبب برنامجها للصواريخ الباليستية، بحسب ما أفادت وكالة "الأناضول".
وقال رئيس اللجنة، إد رويس، في بيان نشرته اللجنة على موقعها الإلكتروني، إن "مسودة القانون تتطلب تحرياً شاملاً لتشخيص وتصنيف الشركات والبنوك والأفراد داخل وخارج إيران، ممن يقومون بتجهيز النظام بالصواريخ وبرامج الأسلحة التقليدية، وفرض العقوبات عليهم".
وأضاف "ليس هناك شك في أن الولايات المتحدة يجب أن تتحرّك بقوة لكبح جماح المساعي الخطرة لإيران من أجل الحصول على صواريخ باليستية".
ومن المفترض أن يتم عرض مسودة القانون، التي تحمل اسم "البرنامج الصاروخي الباليستي لإيران وقانون فرض العقوبات الدولية"، على مجلس النواب للمصادقة عليها.
وتُقدم المسودة، إثر ذلك، إلى مجلس الشيوخ للحصول على موافقته أيضًا، قبل أن ينتهي بها المطاف على مكتب الرئيس ترامب للتوقيع عليها.