دفع رواتب لأسر الفلسطينيين الأسرى في السجون الإسرائيلية
وفي واحدة من هذه الملفات، سيضغط ترامب على عباس، لإنهاء دفع رواتب لأسر الفلسطينيين الأسرى في السجون الإسرائيلية، وفق ما قال مسؤولون أميركيون، على صلة بالتخطيط لاجتماع اليوم في البيت الأبيض، لـ"أسوشييتد برس".
وقضية منح رواتب لعائلات الفلسطينيين الذين استشهدوا أو اعتقلوا من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ذات حساسية، إذ تعتبر إسرائيل هذه المدفوعات "مكافأة لإرهابيين"، لكن يبدو أن عباس لا يستطيع وقفها، لا سيما في وقت يلقى إضراب الأسرى في سجون الاحتلال، تضامناً فلسطينياً واسع النطاق.
وأُثير هذا الطلب، بحسب المسؤولين الأميركيين، في محادثات تحضيرية مع مسؤولين فلسطينيين، إذ حثّ ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، على وقف هذه المدفوعات، في رسالة إلى ترامب تعكس وجهات نظر واسعة في الكونغرس.
وقال المسؤولون الأميركيون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، إنّه "في الوقت الذي سيواجه فيه عباس تحدياً بشأن هذه المدفوعات، فإنّ ترامب سيستخدم اجتماعه أيضاً للإعلان عن التزام الولايات المتحدة مجدداً بمساعدة الفلسطينيين على تحسين ظروفهم الاقتصادية".
كما سيطلب ترامب، بحسب المسؤولين الأميركيين، "إنهاء الفلسطينيين الخطاب المعادي لإسرائيل والتحريض على العنف، بينما سيؤكد مجدداً اعتقاده أنّ بناء مستوطنات إسرائيلية على الأراضي التي يطالب بها الفلسطينيون لن يؤدي إلى إحراز تقدّم في السلام".
وتوقفت عملية السلام منذ 2014، عندما فشل وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري في قيادة الجانبين نحو مباحثات السلام، حيث لم تكن هناك، منذ ذلك الوقت، أي محاولات جادة لاستئناف المفاوضات.
وكانت إدارة الرئيس، باراك أوباما، قد أمضت شهورها الأخيرة في المنصب، في محاولة الحفاظ على شروط الاستئناف المحتمل لهذه المحادثات.
حل الدولتين
وعشية مباحثاته مع ترامب، قال عباس لفلسطينيين، باجتماع في واشنطن، "نأمل أن تكون هذه بداية جديدة".
ولفت عباس إلى مسؤولية الحكومة الإسرائيلية، عن الافتقار إلى الحوار في السنوات الأخيرة، وقال إنّ زعماءها "ليست لديهم رؤية سياسية"، مشدداً على مطلب إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل 1967، على أن تكون القدس الشرقية عاصمة لها.
وأضاف عباس "دون هذا، لن نقبل أي حل"، مشيراً إلى مبادرة السلام التي قدّمتها الجامعة العربية على إسرائيل، والتي تعرض فيها علاقات دبلوماسية مع العالم الإسلامي مقابل دولة فلسطينية، قائلاً "ليس هناك بديل"، عن هذه المبادرة.
وترفض إسرائيل خطوط 1967 كحدود محتملة، وتقول إنّ ذلك "سيسبّب مخاطر أمنية خطيرة"، في وقت لم يشر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى ترسيم حدود بديلة.
ومن دون تسمية ترامب، انتقد عباس أفكار اتفاق سلام "الدولة الواحدة"، وقال إنّه سيعني "تمييزاً عنصرياً" أو نظاماً مشابهاً للتفرقة العنصرية.
نقل السفارة الأميركية إلى القدس
وفي مؤتمر صحافي في فبراير/ شباط الماضي مع نتنياهو، انتهك ترامب سياسة الولايات المتحدة المتبعة منذ فترة طويلة بتأييد حل الدولتين، من خلال رفعه فكرة الدولة الواحدة وحجب الدعم الواضح لفلسطين مستقلة، على الرغم من أنّ المسؤولين أكدوا بسرعة أنّه سيدعم أي ترتيب يتفق عليه الجانبان.
ويتوقع أن تحضر في اللقاء أيضاً، قضية أخرى مثيرة للجدل، هي توعّد ترامب بنقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.
ووسط تحذيرات عباس وغيره من القادة العرب من خطوة كهذه، جمّد ترامب مقترحه بنقل السفارة، من دون استبعاده نهائياً.
وقال نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، أمس الثلاثاء، إنّ البيت الأبيض يعطي "اعتباراً جاداً" للفكرة، معتبراً أنّ ترامب يحرز تقدّماً نحو السلام، من دون أن يوضح.
وشدّد بنس، على أنّ مصالح إسرائيل ستحظى بالحماية، وقال في احتفال بذكرى إعلان إسرائيل، إنّه "بفضل القيادة التي لا تكل للرئيس، فإنّ الزخم يبنى وتزداد النوايا الحسنة".
وأضاف "في الوقت الذي سيكون هناك شك في أنّ هناك تنازلات، يمكنكم أن تطمئنوا إلى أنّ الرئيس، دونالد ترامب، لن يساوم على أمن وسلامة دولة إسرائيل اليهودية... ليس الآن... ولا في أيّ وقت".
(العربي الجديد)