لا شيء يعادل فرح البعض في الخليج باللهجة التصعيدية الأميركية ضد طهران، لكن وبشكل مفاجئ، هذه اللهجة ليست مكتسحة كما يُظن. ولهذا أسباب مختلفة.
هناك النظرة "المؤامراتية" التي تصرّ، وبصورة كاريكاتورية، على وجود خطط أميركية – إيرانية – إسرائيلية في الخفاء ضد "أهل السنة" في المنطقة. وهناك المؤيدون "السرّيون" لطهران، أو الكارهون بشكل جذري للحكومات الخليجية، وهؤلاء سعداء بتمدد إيران في المنطقة. لكن لا يمكن وضع "المشككين" في تصريحات ترامب وفريقه باعتبارهم مؤيدين لطهران أو مهووسين بالمؤامرة.
يوجد فريقان آخران يحملان وجهات نظر لا يمكن تجاهلها. الأولى التي لا تزال تأمل بسياسات خليجية مستقلة، وألا يكون الخليج خاضعاً لتجاذبات قوى إقليمية أو دولية. وهذا كلام دقيق لا يمكن تجاهله، لكن يبدو أنه تأخر في خضم الأحداث الجارية.
لكن وجهة النظر الأهم، تلك التي تقرأ الصراع الإيراني – الأميركي على امتداد ثلاثة عقود، وهنا سنجد الكثير من التصعيد "الكلامي" وبعض الخطوات المحدودة لاحتواء إيران، من دون رغبة حقيقية بتغيير أوضاع المنطقة. ربما لأن تكلفة تدمير إيران، أميركياً وإسرائيلياً، أكبر بكثير من تكلفة احتوائها، وهنا لا يجب أن نتجاهل التجربتين العراقية والسورية، وفوضى تنظيمي داعش والقاعدة...إلخ. إضافة إلى أهمية إيران لموازنة أي قوة عربية، ما دامت إسرائيل بعيدة عن المواجهة.
أمام هذا المشهد، ردد خليجيون وبشكل عفوي (بوش الابن هدد إيران بتحرك عسكري فأعطاها العراق، وأوباما هددها بتحرك عسكري ثم رفع العقوبات عنها، والآن ترامب يهددها بتحرك عسكري...) هل يمكن توقع الكثير من ترامب؟
الاختلاف بين بوش الابن وأوباما وترامب في المسألة الإيرانية، أن الأخير جاء في وقت وصلت فيه الأمور في المنطقة إلى القاع، فنجد الكثير من العراقيين والسوريين يرددون "ليس لدينا ما نخسره". في الوقت الذي تبدو الأوضاع في الخليج مختلفة، فهناك الكثير من المكتسبات التي يمكن خسرانها في حال الدخول في حرب.
إذا كان ترامب يرغب بالدخول في معركة طويلة الأمد مع حلفاء أميركا لمواجهة مليشيات إيران في العراق وسورية واليمن، فستبدو معركة لها نتائج إيجابية كبرى، من دون جرّ المنطقة إلى حرب مباشرة مدمرة مع طهران. لكن هل فعلاً يريد ترامب أن يحل مشاكل المنطقة، وهو الذي يجعل "السيطرة على النفط" شعاراً لسياساته في الخليج؟
يوجد فريقان آخران يحملان وجهات نظر لا يمكن تجاهلها. الأولى التي لا تزال تأمل بسياسات خليجية مستقلة، وألا يكون الخليج خاضعاً لتجاذبات قوى إقليمية أو دولية. وهذا كلام دقيق لا يمكن تجاهله، لكن يبدو أنه تأخر في خضم الأحداث الجارية.
لكن وجهة النظر الأهم، تلك التي تقرأ الصراع الإيراني – الأميركي على امتداد ثلاثة عقود، وهنا سنجد الكثير من التصعيد "الكلامي" وبعض الخطوات المحدودة لاحتواء إيران، من دون رغبة حقيقية بتغيير أوضاع المنطقة. ربما لأن تكلفة تدمير إيران، أميركياً وإسرائيلياً، أكبر بكثير من تكلفة احتوائها، وهنا لا يجب أن نتجاهل التجربتين العراقية والسورية، وفوضى تنظيمي داعش والقاعدة...إلخ. إضافة إلى أهمية إيران لموازنة أي قوة عربية، ما دامت إسرائيل بعيدة عن المواجهة.
أمام هذا المشهد، ردد خليجيون وبشكل عفوي (بوش الابن هدد إيران بتحرك عسكري فأعطاها العراق، وأوباما هددها بتحرك عسكري ثم رفع العقوبات عنها، والآن ترامب يهددها بتحرك عسكري...) هل يمكن توقع الكثير من ترامب؟
الاختلاف بين بوش الابن وأوباما وترامب في المسألة الإيرانية، أن الأخير جاء في وقت وصلت فيه الأمور في المنطقة إلى القاع، فنجد الكثير من العراقيين والسوريين يرددون "ليس لدينا ما نخسره". في الوقت الذي تبدو الأوضاع في الخليج مختلفة، فهناك الكثير من المكتسبات التي يمكن خسرانها في حال الدخول في حرب.
إذا كان ترامب يرغب بالدخول في معركة طويلة الأمد مع حلفاء أميركا لمواجهة مليشيات إيران في العراق وسورية واليمن، فستبدو معركة لها نتائج إيجابية كبرى، من دون جرّ المنطقة إلى حرب مباشرة مدمرة مع طهران. لكن هل فعلاً يريد ترامب أن يحل مشاكل المنطقة، وهو الذي يجعل "السيطرة على النفط" شعاراً لسياساته في الخليج؟