تراث استعماري في المطبخ الهندي

03 سبتمبر 2016
لا تحتاج لأكثر من دقيقتين (فرانس برس)
+ الخط -
معظم الهنود نباتيون، مع ذلك، فإنّ عجّة البيض تبقى شعبية للغاية في البلاد. فما السرّ في الإقبال على هذا الصنف المخالف للحمية النباتية الهندية (لاكتو) التي تتألف من الخضار والألبان، وتقاطع اللحوم والأسماك والدجاج والبيض؟ الجواب يعود بنا إلى الحقبة الاستعمارية، بحسب خدمة "وورلد كرانش" الإخبارية.

في مدينة جايبور الصحراوية، يخفق سانجاي شارما (53 عاماً)، عجة بيض بالزبدة والجبن ثم يضعها على المقلاة. طوال ثلاثين عاماً يبيع هذا الصنف في كشكه.

يقول: "في الماضي، كنت أبيع 30 طبقاً من العجّة يومياً من الصنف نفسه. لكنّ الأمور تتغيّر والناس تتبدّل أذواقهم. ولذلك بات لدينا الكثير من أنواع العجة. وفي فصل الشتاء أستخدم يومياً 1700 بيضة لتحضير أصناف عديدة منها". وبالإضافة إلى كشكه، افتتح شارما قبل فترة مطعماً مخصصاً للعجة.

في الهند المعروفة باتباع الأكثرية الهندوسية فيها الحمية النباتية، يتألف الإفطار غالباً من الخضار. في شمال البلاد، يتناول السكان فطيرة البراثا، وهي فطيرة تعجن بحبوب القمح الكاملة وتوضع فيها الخضار وتقلى بالزيت أو بالسمن النباتي. لكنّ حقبة الاستعمار البريطاني أدخلت العجّة إلى البلاد وبات هناك إقبال عليها مع الزمن بالرغم من احتوائها على البيض.
المميز في هذه العجة، بحسب شارما، أنّ "بإمكانك ان تعدّها بدقيقتين. كذلك، هي صحية ومغذية".

أحد الزبائن الأوفياء لديه، هو مهندس الديكور الداخلي آميت سورال (39 عاماً)، يقول: "آتي إلى كشكه منذ 25 عاماً. أمي لم تعدّ البيض لنا يوماً، لذا كان والدي يحضرني إلى هنا. آكل يومياً لديه. بتّ كالطفل الذي تسحره الشوكولا، فأنا مدمن حقيقي على عجة البيض". يضيف: "كان عهد الاستعمار سيئاً لا شكّ. مع ذلك، فقد منحنا هذه العجّة الشهية". وهو ما يؤكد عليه المؤرخ سوراب شارما أيضاً: "الشاي والعجة لم يكونا قبل الاستعمار جزءاً من المطبخ الهندي التقليدي، لكنّ الشركات الغربية جلبتهما مع جملة من العادات الأخرى".

تجدر الإشارة إلى أنّ العجة تكيّفت مع الأذواق المحلية في الهند. وفي معظم الأحيان يفضّلها الهنود محمّصة مع شرائح البصل والفلفل الأخضر الحار والكزبرة.

دلالات