يتفاقم سوء الأوضاع الإنسانية في مخيم الهول بريف الحسكة الجنوبي، مع استمرار تدفق الفارين من منطقة الباغوز التي شهدت معارك لتحريرها من تنظيم داعش، مع ارتفاع عدد الوفيات بالمخيم من جراء نقص الرعاية الصحية.
وقال النازح من دير الزور، محمد سلامة، لـ"العربي الجديد": "الوضع الإنساني مأساوي، وكل ما يقال عن حسن التعامل مع القادمين من الباغوز غير صحيح، فآلاف النساء والأطفال لا يزالون في العراء، ولا خيام لديهم أو أغطية، ولا يحصلون على ما يحتاجون من غذاء أو رعاية صحية".
وأضاف سلامة: "قوات سورية الديموقراطية منعت الفرق الإنسانية من حمل الهواتف الذكية في الباغوز خوفا من تصوير المجازر التي ارتكبت بحق الأطفال والنساء، إذ يعامل هؤلاء على أنهم من عناصر تنظيم داعش، ولا تتاح لهم فرصة الخروج من المنطقة. أعداد القتلى مروعة، وأعتقد أنها تصل إلى بضعة آلاف".
وأكدت اللجنة الدولية للإنقاذ في وقت سابق، أن 12 شخصا لقوا حتفهم الليلة الماضية بعد وصولهم إلى المخيم من بين نحو 2000 شخص وصلوا من الباغوز، وأن أكثر من 60 شخصا بحاجة عاجلة لرعاية طبية، ووثّقت اللجنة 138 حالة وفاة على الأقل أثناء التوجه إلى المخيم، أو بعد الوصول إليه مباشرة، منذ أوائل ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وغالبية الوفيات من الرضع وحديثي الولادة.
وقالت مديرة اللجنة في العراق وشمال شرقي سورية، ويندي تويبر: "هؤلاء النساء والأطفال في أسوأ حالة شهدناها منذ بدء الأزمة. كثيرون كانوا محاصرين وسط القتال، وعشرات أصيبوا بحروق أو بجراح بالغة من جراء الشظايا".
وحكى سامر أبو جابر لـ"العربي الجديد"، عن الرحلة من الباغوز إلى مخيم الهول، وقال إنه "تم تكديس الناس طوال تلك المسافة الطويلة فوق بعضهم. البعض ماتوا في الطريق، ومعظمهم من الأطفال، والمصابون قضى بعضهم وتمسك بالحياة آخرون، ومنذ الوصول إلى المخيم لا يزال جميع الواصلين يترقبون أن ينظر أحد لهم بعين الاعتبار".
وطالب مدير الرابطة السورية لحقوق اللاجئين المنظمات الدولية والإنسانية العمل على دعم الاستجابة الإنسانية في المخيم، وأن تتولى توزيع المواد الإغاثية، وتشرف على الرعاية الطبية، كما طالب التحالف الدولي الذي يدعم قسد بأن يحمي أهالي المخيم من الانتهاكات.
وقالت الأمم المتحدة في وقت سابق، إن أكثر من 62 ألفاً نزحوا بسبب القتال حول آخر جيب لتنظيم داعش في الباغوز، وأنهم تدفقوا على مخيم الهول.