قال رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن، عدنان خدام، إن القطاع الزراعي في بلاده وصل إلى أسوأ مرحلة في تاريخه وبات كثير من المزارعين يفكرون جديا بهجرة أراضيهم بسبب الخسائر الكبيرة التي تعرضوا لها خاصة خلال العام الحالي لعدة أسباب أهمها أزمة كورونا وما نتج عنها من إغلاق أسواق تصديرية مهمة وانخفاض الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة لا تغطي الكلف.
وأضاف خدام في تصريح لـ" العربي الجديد" أن خسائر المزارعين خلال الثمانية أشهر من العام الحالي تقدر بعشرات الملايين من الدولارات، ويتوقع أن ترتفع كثيرا بسبب الأضرار التي لحقت بالمزروعات والنباتات الناتجة عن الموجة الحارة التي يشهدها الأردن ودول المنطقة منذ الأسبوع الماضي.
وتابع أن غالبية المحاصيل الزراعية والنباتات تعرضت للتلف بسبب ارتفاع درجات الحرارة والتي زادت في بعض المناطق عن 50 درجة مئوية، ولا سيما في منطقة الأغوار ما سيضطر عددا كبيرا من المزارعين لهجرة الزراعة خلال الفترة المقبلة لتراكم الخسائر وتفاقم أوضاعهم المادية.
وبيّن أن غالبية المزارعين حاليا يفضلون عدم قطف الثمار أو المحاصيل الزارعية لأنها ترتب عليهم كلفا إضافية نتيجة لانخفاض أسعارها في السوق المحلي مع تعثر عمليات التصدير في كثير من الأحيان.
وأوضح أن القطاع الزراعي يعاني أيضا من نقص شديد في الأيدي العاملة نتيجة لتخفيض تصاريح العمل للوافدين.
وانتقد رئيس اتحاد المزارعين الحكومة لعدم تقديمها الدعم الكافي للقطاع الزراعي واعتبارها من أكثر القطاعات المتأثرة بجائحة كورونا والتداعيات الناتجة عنها رغم أن رئيس الوزراء عمر الرزاز أكد مؤخرا أن الحكومة مستمرة بدعم القطاع الزراعي كونه من أهم القطاعات الاستراتيجية والمهمة لتحقيق الأمن الاقتصادي والاجتماعي والأمن الغذائي.
وقال الرزاز خلال لقائه مع ممثلي القطاع الزراعي مؤخرا إن الحكومة ستعمل على تحويل الاستراتيجية الزراعية التي أعدتها وزارة الزراعة أخيرا إلى خطة تنفيذية وإجراءات لتمكين القطاع من تجاوز الصعوبات التي تواجهه وتعزيز قدرته على المنافسة وزيادة مساهمته في توليد فرص العمل وتنمية المجتمعات المحلية.
وحسب بيانات إحصائية رسمية، تقدر مساهمة القطاع الزارعي في الناتج المحلي الإجمالي حوالي 4% ويوفر آلاف فرص العمل، وخاصة للوافدين، نظرا لعزوف الأردنيين عن العمل في بعض القطاعات من بينها الزراعة.
ومن جانبه، حذر رئيس جمعية حماية المستهلك، محمد عبيدات، من استمرار تدهور القطاع الزراعي الذي يعتبر شريان الأمن الغذائي في أي بلد.
وقال لـ"العربي الجديد" إن القطاع الزراعي يلعب دورا مهما في تعزيز أمن الأردن الغذائي، فهناك اكتفاء ذاتي من عدد من السلع الزارعية، بخاصة بعض أصناف الخضار والفواكه في غالبية أشهر السنة.
وأكد أن تفكير عدد كبير من المزارعين بهجرة الزراعة ينطوي على مخاطر كبيرة على الاقتصاد الأردني بشكل عام.