تدفق أوروبي نحو الأردن للإبقاء على اللاجئين

23 سبتمبر 2015
أثناء زيارة كاميرون لمخيم الزعتري الأسبوع الماضي(ستيفان روسيو/فرانس برس)
+ الخط -
دفعت الحكومة المجرية الأموال ثمناً لإعلان نشرته في الصحف الأردنية، تحذّر فيه اللاجئين السوريين من إجراءات صارمة ستتخذها بحق كل من يحاول منهم الوصول إلى أراضيها بشكل غير شرعي أو اجتياز حدودها وعبورها بشكل غير قانوني. الإعلان الذي بدأ بالقول: "المجريون شعب ودود ومعروف بحسن الضيافة"، يعكس امتعاض دول أوروبية من أزمة اللاجئين السوريين الذين باتوا يطرقون أبوابها بالقوة، ويعكس حرصها على إبقاء اللاجئين في دول الجوار، لكنه إبقاء سيفوق ثمنه حتماً ثمن الإعلان التجاري المنشور.

وليست المجر الوحيدة التي حذّرت اللاجئين بالقول لهم "لا تستمع لما يقوله مهربو البشر"، فقد وصل الامتعاض إلى غالبية الدول الأوروبية، حتى تلك التي قدمت نفسها صدراً حنوناً للاجئين، قبل أسابيع قليلة.

اقرأ أيضاً: ثلاثية المأساة السورية: معاناة اللاجئين على خشبة المسرح 

تدفق اللاجئين باتجاه أوروبا، بحثاً عن حياة أفضل، قابله تدفق معكوس للمسؤولين الأوروبيين والأمميين إلى دول الجوار المستضيفة للاجئين ومن بينها الأردن، بحثاً عن حلول.

وكان آخر هؤلاء المسؤولين القادمين إلى الأردن نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، زيغمار غابريل، الذي سبقت وصوله المنتظر تصريحات عن ضرورة دعم الدول المستضيفة للاجئين، واصفاً عجز برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عن مواصلة إمداد اللاجئين بالطعام والماء بأنه "عار كبير".

كما سبق عزم غابريل زيارة الأردن محاضرة ألقاها وزير الداخلية السابق حسين هزاع المجالي، الأسبوع الماضي، في مركز "جورج مارشال" الأوروبي للدراسات الأمنية والدفاع التابع لوزارتي الدفاع الأميركية والألمانية في مدينة ميونيخ الألمانية، عرض خلالها أمام مندوبي 41 دولة مخاطر الإرهاب المصاحبة لقضية اللاجئين، محللاً أسباب التدفق المفاجئ للاجئين السوريين باتجاه أوروبا.

ويبدو أن الوزير السابق الذي عاصر أزمة اللاجئين السوريين في بلاده طويلاً، قد رفع من مخاوف الأوروبيين الأمنية، المسكونين أصلاً بمخاوف اقتصادية وديمغرافية.

وقبل يومين، قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفان أوبراين، صراحة ما تقوله الدول الأوروبية ضمنياً، عندما أعلن من العاصمة عمّان التي زارها، أن هدف الأمم المتحدة ينصب على "تشجيع اللاجئين السوريين على البقاء في مناطق قريبة من بلدهم، كي يتمكنوا من العودة إليه عندما يستقر الأمن".

والتشجيع الذي تحدث عنه المسؤول الأممي لن يكون فقط عبر الخطابات السياسية، وإنما سيترافق مع خطة أممية لزيادة المساعدات المقدمة للاجئين والعمل على دعم الدول المستضيفة لهم، بما يكبح طموحهم بالهروب باتجاه القارة العجوز. مع العلم أنّ خطط المساعدات هذه تشمل الدول التي تحتضن اللاجئين خصوصاً تركيا والأردن.

وعلى نفس المنوال غزل من قبل، رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون عندما زار الأردن ولبنان قبل أسبوع، حاملاً في جعبته وعوداً بمساعدات سخية للاجئين والدول المستضيفة لضمان "بقاء اللاجئين قريبين من بيوتهم"، كما قال حينها.

وكان لافتاً أن جميع المسؤولين الذين وصلوا ومن هم على وصول، زاروا أو وضعوا على برنامجهم زيارة مخيم الزعتري للاجئين السوريين الواقع في مدينة المفرق الأردنية (75 كيلومتراً شمال شرق عمّان) ليقفوا على المأساة السورية.

اقرأ أيضاً: عن التهجير والهجرة: في موجة اللجوء إلى أوروبا