على الرغم من مرور أكثر من أسبوع على مقتل المواطن الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد، اختناقاً تحت ركبة شرطي، في أحدث حادثة عنصرية في الولايات المتحدة الأميركية، والتي هزّت العالم، لا تزال ردود الفعل والمواقف تتوالى، بالتزامن مع استمرار التظاهرات في مناطق مختلفة، والتي امتدّت إلى خارج حدود القارة الأميركية، ووصلت إلى دول أوروبية عدة أبرزها فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا.
ودعا الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش، الثلاثاء، الولايات المتّحدة إلى النظر مليّاً في "إخفاقاتها المأساوية" بعد مقتل المواطن فلويد اختناقاً تحت ركبة شرطي أبيض، معتبراً أنّ الظلم العرقي يقوّض المجتمع الأميركي.
وقال رئيس الولايات المتّحدة بين العامين 2001 و2009 في بيان نقلته "فرانس برس"، إنّ "ما يبقى فشلاً صادماً هو أنّ العديد من الأميركيين الأفارقة، وبخاصة الشباب، يتعرّضون للمضايقة والتهديد في بلدهم". مضيفا في معرض تعليقه على مقتل فلويد إنّ "هذه المأساة، وهي جزء من سلسلة طويلة من المآسي المماثلة، تثير سؤالاً لا مفرّ منه: كيف يمكننا وضع حدّ للعنصرية النظامية في مجتمعنا؟".
وشدّد الرئيس الجمهوري السابق على أنّه "حان الوقت لأن تنظر أميركا مليّاً في إخفاقاتنا المأساوية". ومع أنّ بوش لم يأت في بيانه على ذكر الرئيس دونالد ترامب، إلا أنّه شدّد على ضرورة الاستماع إلى "أصوات أولئك الذين يعانون". وقال: "أولئك الذين يحاولون إسكات هذه الأصوات لا يفهمون معنى أميركا"، داعياً الجميع إلى إظهار "التعاطف".
وأكّد الرئيس الأسبق أنّ "أبطال أميركا - من فريدريك دوغلاس إلى هارييت توبمان أو أبراهام لنكولن أو مارتن لوثر كينغ جونيور - هم أبطال وحدة".
إلى ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، السلطات الأميركية إلى "الإصغاء لمطالب المتظاهرين وضبط النفس في التعامل مع الاحتجاجات".
وقال، في تغريدة نشرها على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مساء الثلاثاء: "أنا حزين لرؤية العنف في الشوارع في بلدنا المضيف (يقصد الولايات المتحدة التي تستضيف المقر الدائم للأمم المتحدة) ورؤية العنف في مدينتنا المضيفة نيويورك"، مشدداً على أنه "يجب الاستماع إلى المظالم، ولكن يجب التعبير عنها بشكل سلمي، ويتعين على السلطات ضبط النفس في الرد على المظاهرات".
وفي 25 مايو/أيار الماضي، أوقفت شرطة مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا (شمال)، فلويد بشبهة الاحتيال، وأثناء توقيفه أقدم شرطي على وضع ركبته على عنقه وهو رهن الاعتقال. وإثر ذلك ناشد فلويد الشرطي بإزاحة ركبته عن عنقه، قائلاً: "لا أستطيع التنفس"، إلا أن مناشداته لم تلق استجابة، ليلقى حتفه.
ونشرت عائلة فلويد معلومات للصحافة عن تقرير تشريح الجثة، والذي خلص إلى أنه مات نتيجة للاختناق. وأشار التقرير إلى أن فلويد توفي في مكان الحادث نتيجة لتوقف الدورة الدموية في دماغه لانقطاع الأكسجين عنه بسبب الضغط على عنقه وظهره.
اقــرأ أيضاً
في غضون ذلك، اتّهم المرشح الديمقراطي إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية جو بايدن، الثلاثاء، ترامب، بتحويل الولايات المتّحدة إلى "ساحة معركة" بقصد الفوز بولاية ثانية في الانتخابات المقرّرة في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، واعداً بفعل كل ما بوسعه من أجل "معالجة الجروح العنصرية".
وقال نائب الرئيس السابق في خطاب في فيلادلفيا إن مقتل جورج فلويد كان بمثابة "صدمة لبلادنا. لنا جميعاً".
واتهم بايدن ترامب، بأنّه قلق حيال إعادة انتخابه أكثر من قلقه على جمع شمل البلاد، لافتاً إلى أن ترامب "حوّل هذا البلد إلى ساحة معركة تقسّمها مشاعر الاستياء القديمة ومشاعر الخوف الحديثة". وأضاف أنّ الملياردير الجمهوري "يعتقد أنّ الانقسام يساعده" على الفوز في الانتخابات المقررة في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر والتي يظهر فيها المرشح الديمقراطي متقدّماً على الرئيس في آخر استطلاعات الرأي.
وندّد بايدن باستخدام الشرطة القوة لتفريق "متظاهرين سلميين" أمام البيت الأبيض، من أجل السماح لترامب بالانتقال إلى كنيسة مجاورة سيراً بقصد التقاط صورة أمامها لا غير. وقال: "عندما يتم إبعاد متظاهرين سلميين بأمر من رئيس البيت الأبيض الذي هو بيت الشعب، باستخدام القنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية، لينظم عملية إعلامية أمام كنيسة عريقة، فانّ تصرفاً كهذا يدفعنا إلى الاعتقاد بأن الرئيس أكثر حرصاً على السلطة منه على المبادئ، وأنّه أكثر اهتماماً بأهواء قاعدته الانتخابية منه بحاجات الذين يفترض أن يهتم بهم". وتابع "لكني أعدكم بهذا: لن أستغلّ مشاعر الخوف والانقسام، ولن أؤجّج مشاعر الحقد. سأحاول تضميد جراح العنصرية التي لطالما تأصّلت في هذا البلد ولن أسعى لاستغلالها لمنافع سياسية". وشدد بايدن على أنه "لا يمكننا أن نكون سذّجاً. كنت أتمنى أن أقول إنّ الكراهية بدأت مع دونالد ترامب وستختفي معه، لكن الحال ليست كذلك. هذا لن يحدث. التاريخ الأميركي ليس قصة خرافية تنتهي نهاية سعيدة مضمونة".
وأكد نائب الرئيس السابق أنّ "الوقت حان لكي يعالج بلدنا العنصرية المؤسّسية"، مناشداً الكونغرس التحرّك بدءاً من هذا الشهر للقيام "بإصلاح حقيقي للشرطة".
اقــرأ أيضاً
وتظاهر عشرات الآلاف في هيوستن، الثلاثاء، تكريماً لذكرى فلويد، وللمطالبة بالعدالة. وقال رئيس بلدية المدينة الواقعة في ولاية تكساس، سيلفستر تيرنر، مخاطباً المحتشدين الذين قدّر عددهم بحوالي 60 ألف شخص إنّ "هذا اليوم لا يتعلق بالبلدية بل بعائلة جورج فلويد... نريدهم أن يعرفوا أن جورج لم يمت هباءً". وأضاف: "نحن لسنا مثاليين ونعترف بذلك. في مدينتنا، نحن نحترم الجميع، كل حيّ له قيمته".
وشارك العديد من أفراد عائلة فلويد في هذا التجمّع الذي تفرّق المشاركون فيه بهدوء قبيل حلول المساء، مردّدين اسم جورج فلويد وهتاف "لا عدالة، لا سلام".
وسيوارى فلويد الثرى صباح الثلاثاء المقبل في هيوستن، المدينة التي نشأ فيها والتي تقيم فيها عائلته، على أن يسجّى جثمانه فيها طوال ليل الإثنين لكي يتسنّى للجمهور إلقاء تحية الوداع عليه. وستقام مراسم تأبين أخرى للراحل في مناطق أخرى من البلاد، بينها حفل تأبين سيقام عصر الخميس في مينيابوليس بولاية مينيسوتا (شمال) حيث قضى فلويد عن 46 عاماً اختناقاً عندما ضغط شرطي أبيض بركبته على عنقه حتى الموت بعدما اعتقله مع زملائه، وكبّلوا يديه إلى الخلف، وثبّتوه أرضاً، في واقعة أثارت موجة احتجاجات عنيفة امتدّت إلى عشرات المدن الأميركية.
كما سيجري حفل تأبين ثانٍ يوم السبت في كارولاينا الشمالية حيث ولد فلويد.
وقال رئيس الولايات المتّحدة بين العامين 2001 و2009 في بيان نقلته "فرانس برس"، إنّ "ما يبقى فشلاً صادماً هو أنّ العديد من الأميركيين الأفارقة، وبخاصة الشباب، يتعرّضون للمضايقة والتهديد في بلدهم". مضيفا في معرض تعليقه على مقتل فلويد إنّ "هذه المأساة، وهي جزء من سلسلة طويلة من المآسي المماثلة، تثير سؤالاً لا مفرّ منه: كيف يمكننا وضع حدّ للعنصرية النظامية في مجتمعنا؟".
وشدّد الرئيس الجمهوري السابق على أنّه "حان الوقت لأن تنظر أميركا مليّاً في إخفاقاتنا المأساوية". ومع أنّ بوش لم يأت في بيانه على ذكر الرئيس دونالد ترامب، إلا أنّه شدّد على ضرورة الاستماع إلى "أصوات أولئك الذين يعانون". وقال: "أولئك الذين يحاولون إسكات هذه الأصوات لا يفهمون معنى أميركا"، داعياً الجميع إلى إظهار "التعاطف".
وأكّد الرئيس الأسبق أنّ "أبطال أميركا - من فريدريك دوغلاس إلى هارييت توبمان أو أبراهام لنكولن أو مارتن لوثر كينغ جونيور - هم أبطال وحدة".
إلى ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، السلطات الأميركية إلى "الإصغاء لمطالب المتظاهرين وضبط النفس في التعامل مع الاحتجاجات".
وقال، في تغريدة نشرها على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مساء الثلاثاء: "أنا حزين لرؤية العنف في الشوارع في بلدنا المضيف (يقصد الولايات المتحدة التي تستضيف المقر الدائم للأمم المتحدة) ورؤية العنف في مدينتنا المضيفة نيويورك"، مشدداً على أنه "يجب الاستماع إلى المظالم، ولكن يجب التعبير عنها بشكل سلمي، ويتعين على السلطات ضبط النفس في الرد على المظاهرات".
Twitter Post
|
وفي 25 مايو/أيار الماضي، أوقفت شرطة مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا (شمال)، فلويد بشبهة الاحتيال، وأثناء توقيفه أقدم شرطي على وضع ركبته على عنقه وهو رهن الاعتقال. وإثر ذلك ناشد فلويد الشرطي بإزاحة ركبته عن عنقه، قائلاً: "لا أستطيع التنفس"، إلا أن مناشداته لم تلق استجابة، ليلقى حتفه.
ونشرت عائلة فلويد معلومات للصحافة عن تقرير تشريح الجثة، والذي خلص إلى أنه مات نتيجة للاختناق. وأشار التقرير إلى أن فلويد توفي في مكان الحادث نتيجة لتوقف الدورة الدموية في دماغه لانقطاع الأكسجين عنه بسبب الضغط على عنقه وظهره.
في غضون ذلك، اتّهم المرشح الديمقراطي إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية جو بايدن، الثلاثاء، ترامب، بتحويل الولايات المتّحدة إلى "ساحة معركة" بقصد الفوز بولاية ثانية في الانتخابات المقرّرة في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، واعداً بفعل كل ما بوسعه من أجل "معالجة الجروح العنصرية".
وقال نائب الرئيس السابق في خطاب في فيلادلفيا إن مقتل جورج فلويد كان بمثابة "صدمة لبلادنا. لنا جميعاً".
واتهم بايدن ترامب، بأنّه قلق حيال إعادة انتخابه أكثر من قلقه على جمع شمل البلاد، لافتاً إلى أن ترامب "حوّل هذا البلد إلى ساحة معركة تقسّمها مشاعر الاستياء القديمة ومشاعر الخوف الحديثة". وأضاف أنّ الملياردير الجمهوري "يعتقد أنّ الانقسام يساعده" على الفوز في الانتخابات المقررة في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر والتي يظهر فيها المرشح الديمقراطي متقدّماً على الرئيس في آخر استطلاعات الرأي.
وندّد بايدن باستخدام الشرطة القوة لتفريق "متظاهرين سلميين" أمام البيت الأبيض، من أجل السماح لترامب بالانتقال إلى كنيسة مجاورة سيراً بقصد التقاط صورة أمامها لا غير. وقال: "عندما يتم إبعاد متظاهرين سلميين بأمر من رئيس البيت الأبيض الذي هو بيت الشعب، باستخدام القنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية، لينظم عملية إعلامية أمام كنيسة عريقة، فانّ تصرفاً كهذا يدفعنا إلى الاعتقاد بأن الرئيس أكثر حرصاً على السلطة منه على المبادئ، وأنّه أكثر اهتماماً بأهواء قاعدته الانتخابية منه بحاجات الذين يفترض أن يهتم بهم". وتابع "لكني أعدكم بهذا: لن أستغلّ مشاعر الخوف والانقسام، ولن أؤجّج مشاعر الحقد. سأحاول تضميد جراح العنصرية التي لطالما تأصّلت في هذا البلد ولن أسعى لاستغلالها لمنافع سياسية". وشدد بايدن على أنه "لا يمكننا أن نكون سذّجاً. كنت أتمنى أن أقول إنّ الكراهية بدأت مع دونالد ترامب وستختفي معه، لكن الحال ليست كذلك. هذا لن يحدث. التاريخ الأميركي ليس قصة خرافية تنتهي نهاية سعيدة مضمونة".
وأكد نائب الرئيس السابق أنّ "الوقت حان لكي يعالج بلدنا العنصرية المؤسّسية"، مناشداً الكونغرس التحرّك بدءاً من هذا الشهر للقيام "بإصلاح حقيقي للشرطة".
Twitter Post
|
وتظاهر عشرات الآلاف في هيوستن، الثلاثاء، تكريماً لذكرى فلويد، وللمطالبة بالعدالة. وقال رئيس بلدية المدينة الواقعة في ولاية تكساس، سيلفستر تيرنر، مخاطباً المحتشدين الذين قدّر عددهم بحوالي 60 ألف شخص إنّ "هذا اليوم لا يتعلق بالبلدية بل بعائلة جورج فلويد... نريدهم أن يعرفوا أن جورج لم يمت هباءً". وأضاف: "نحن لسنا مثاليين ونعترف بذلك. في مدينتنا، نحن نحترم الجميع، كل حيّ له قيمته".
وشارك العديد من أفراد عائلة فلويد في هذا التجمّع الذي تفرّق المشاركون فيه بهدوء قبيل حلول المساء، مردّدين اسم جورج فلويد وهتاف "لا عدالة، لا سلام".
Twitter Post
|
وسيوارى فلويد الثرى صباح الثلاثاء المقبل في هيوستن، المدينة التي نشأ فيها والتي تقيم فيها عائلته، على أن يسجّى جثمانه فيها طوال ليل الإثنين لكي يتسنّى للجمهور إلقاء تحية الوداع عليه. وستقام مراسم تأبين أخرى للراحل في مناطق أخرى من البلاد، بينها حفل تأبين سيقام عصر الخميس في مينيابوليس بولاية مينيسوتا (شمال) حيث قضى فلويد عن 46 عاماً اختناقاً عندما ضغط شرطي أبيض بركبته على عنقه حتى الموت بعدما اعتقله مع زملائه، وكبّلوا يديه إلى الخلف، وثبّتوه أرضاً، في واقعة أثارت موجة احتجاجات عنيفة امتدّت إلى عشرات المدن الأميركية.
كما سيجري حفل تأبين ثانٍ يوم السبت في كارولاينا الشمالية حيث ولد فلويد.