تداعيات "قضية بنعلا" المزعجة لماكرون: مجلس الشيوخ يلجأ إلى القضاء

21 مارس 2019
القضية لها ارتدادات على ماكرون (فيليب فوجازر/ فرانس برس)
+ الخط -
قرر مجلس الشيوخ الفرنسي، اليوم الخميس، اللجوء للقضاء ضد ثلاثة من مساعدي الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ومساعده الأمني السابق، ألكسندر بنعلا، وذلك تنفيذا للطلب الذي تقدمت به لجنة التحقيق بالمجلس.

ويخص الملف الذي جرى تقديمه للعدالة الفرنسية بنعلا وزميله فانسان كراز، إضافة إلى مساعدي رئيس الجمهورية، وهم أليكسي كوهلر وباتريك ستزودا والجنرال ليونيل لافيرن. وتتهم لجنة التحقيق التابعة لمجلس الشيوخ هؤلاء، جميعا، بالكذب أمامها، وبالدفاع عن "مواقف متضاربة ومتناقضة"، أثناء استجوابهم.

وإذا كان بنعلا قد وُجّه إليه الاتهام في قضايا عديدة، خاصة تهمة "ممارسة العنف عن عمد" في 1 مايو/ أيار، بباريس، إضافة إلى تهمة جديدة وجّهت إليه، أمس الأربعاء، بـ"حمل غير شرعي للسلاح"، في إشارة إلى السيلفي الشهير الذي يبدو فيه مُشهراً مسدسا، فإن توجيه التهمة لمقربين من ماكرون لم يكن بالأمر المحسوم.

ولا يخلو قرار مجلس الشيوخ، الذي اتخذه مكتب المجلس، المكون من ستة وعشرين عضوا، في تصويت علني، اليوم، من بعض المفاجأة. فإذا كان منتظراً التوجه إلى القضاء في حالتي بنعلا وكراز، فإن الاقتراب من الرئيس الفرنسي، عبر ثلاثة من مساعيه، يعتبر مفاجأة، خاصة أن نوابا من تيار الوسط عارضوا هذه الخطوة، بلا طائل، بسبب الأغلبية الساحقة التي يتوفر عليها اليمين في المجلس.


ويصعب ألا يقرأ المراقبون في هذا الإجراء استمرار عدم الثقة بين مجلس الشيوخ والسلطة التنفيذية، أو وجود رغبة لدى الأغلبية في هذا المجلس في "التوظيف السياسي" لهذه القضية، مع اقتراب الانتخابات الأوروبية، بعد أن خطفَ "الحوار الوطني الكبير" الأنظارَ من كل أطياف المعارضة، خلال بعض الوقت.