03 مارس 2022
تحية لـ"مسامير فلسطين"
يدهشنا شباب فلسطين، جيلاً بعد جيل، وهم يتناقلون مشعل الدفاع عن القدس والمقدسات المحتلة. يدهشنا من يحلو لبعضهم تسمية أولئك الشبان "جيل الفيسبوك" أو "جيل أوسلو"، وهم ينتفضون للدفاع عن عروبة القدس وفلسطينيتها، كلما هبت رياح عاتية عمياء، تحاول قلع عين فلسطين وفؤادها.
كلما راهن المحتلون الصهاينة على خزعبلات "الكبار يموتون والصغار ينسون"، إلا وأكد جيل الصغار من الشعب الفلسطيني أنه أكثر تمسكا بأرضه وحقوقه من الأجيال التي سبقته. بعد إقصاء البندقية الفلسطينية عن خط المواجهة الأعرض مع الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان، وخروج المقاومة الفلسطينية من قواعدها المتاخمة لفلسطين، وتشتتها في منافٍ بعيدة، ظن بعضهم أنها الحلقة الأخيرة في الاشتباك الفلسطيني المباشر مع العدو الإسرائيلي، فاجأ أطفال الحجارة العالم بانتفاضة باسلة في التاسع من ديسمبر/ كانون الأول 1987، شكلت علامة فارقة في تاريخ النضال البشري ضد الطغيان والاستعمار. انتفض جيلٌ من الأطفال والشبان بالحجر والمقلاع في وجه الاحتلال، لإعادة تثبيت الحقوق الفلسطينية على الأجندة العالمية، مانعين شطب الفلسطيني وحقوقه بمشاريع تصفويةٍ، لم تكن الأنظمة العربية بريئة منها.
توقفت موجة انتفاضة الحجارة مع انطلاق مؤتمر مدريد، وبدء عملية مفاوضاتٍ طويلةٍ مع الاحتلال ورعاته، كان شعارها الاعتراف بالحقوق الفلسطينية، لاسيما حقه في إقامة الدولة المستقلة على حدود 1967 من فلسطين التاريخية، وعاصمتها القدس الشرقية. وعندما اصطدمت العملية التفاوضية بجدران التعنت الإسرائيلي، والانحياز الأميركي، والخذلان العربي، ووجد ياسر عرفات نفسه محاصراً في زاوية التنازل أو النزول، هب أطفال فلسطين وشبابها للدفاع عن أرضهم وحقوقهم، وحماية قيادتهم من السقوط أو التساقط. ثار في انتفاضة "الأقصى" الثانية، التي أعادت الرقم الفلسطيني إلى معادلةٍ أراد بعضُهم شطبه منها. وفي ردٍّ بطوليٍّ لافتٍ على همجية المستوطنين العنصريين وتماديهم بالاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم، انتفض شبان فلسطين مجدّداً في انتفاضة "السكاكين" التي طاردت جنود الاحتلال، وقطعان المستوطنين، وقدّم فيها الشاب الفلسطيني مثالاً لافتاً، مدهشاً، في الشجاعة والتضحية.
واليوم، يتصدّر الشاب الفلسطيني انتفاضةً رابعة، ضد إعلانٍ أميركي أحمق، يظن غشيماً أن عروبة القدس وفلسطينيتها تُلغى بتوقيع رئيسٍ أخرق، يجهل التاريخ، ويستخف بالمستقبل. أثبت الجيل الفلسطيني الشاب مجدّداً أنه متقدّم على قيادته، وأكثر همةً وحميةً في الدفاع عن قدسه ومقدساته. وفاجأ الشباب الفلسطيني من اعتقدوا، خائبين، أن سياسات "السلام الاقتصادي" والتنسيق الأمني نجحا في تدجين جيلٍ، وُلد وترعرع في ظلال "نعم" أوسلو.
لا صورة تعكس قوة أطفال فلسطين وشبابها مثل الصورة التي تناقلتها وسائل الإعلام، ويظهر فيها شابٌ فلسطيني يجرّه معصوب العينين جيشٌ من جنود الاحتلال الإسرائيلي، المدججين بالسلاح. يقتاد هؤلاء الشاب نحو سيارة الاعتقال خائفين، مفزوعين، مذعورين، بينما هو يرفع رأسه عالياً، ضارباً قدميه في الأرض مثل مسمار.
إنهم مسامير الوطن. كلما اشتدت رياح الاحتلال والاستيطان والتهويد هبوا لتثبيت الأرض وعروبتها وفلسطينيتها. مسامير فلسطين لا يشبهون عمال "الجَنْقُو" في رواية "مسامير الأرض" للروائي السوداني، عبد العزيز بركة، الذين تركوا قراهم بحثًا عن لقمة العيش، وتاهوا في ملذات نساء "الحلة" وخمورها، فلا قبروا الفقر، ولا عادوا إلى أوطانهم. مسامير فلسطين، لا غادروا الوطن، ولا لهثوا وراء ملذات "أوسلو" ومغرياتها، بل نهضوا كلما حاول المتعطشون للتطبيع شطب الرقم الفلسطيني من المعادلة السياسية في الإقليم. وهم مسامير تثبيت الحق الفلسطيني، كلما حاول بعضهم التنازل أو التفريط بأي من الحقوق الشرعية والمشروعة للشعب الفلسطيني. هم مسامير الأرض التي راهن الاحتلال الإسرائيلي، ومعه أصحاب التطبيع، على اقتلاعهم، أو تطويعهم، أو "طعجهم"، بمشاريع السلام الوهمي، والتعايش الكاذب. هم مسامير ترسيخ الوحدة الوطنية الممتدة عبر فلسطين التاريخية، من دون مواربةٍ لأي خطوط خضراء أو حمراء، متمردين على انقسام المتقاتلين على سلطة وهمية واهية.
كلما راهن المحتلون الصهاينة على خزعبلات "الكبار يموتون والصغار ينسون"، إلا وأكد جيل الصغار من الشعب الفلسطيني أنه أكثر تمسكا بأرضه وحقوقه من الأجيال التي سبقته. بعد إقصاء البندقية الفلسطينية عن خط المواجهة الأعرض مع الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان، وخروج المقاومة الفلسطينية من قواعدها المتاخمة لفلسطين، وتشتتها في منافٍ بعيدة، ظن بعضهم أنها الحلقة الأخيرة في الاشتباك الفلسطيني المباشر مع العدو الإسرائيلي، فاجأ أطفال الحجارة العالم بانتفاضة باسلة في التاسع من ديسمبر/ كانون الأول 1987، شكلت علامة فارقة في تاريخ النضال البشري ضد الطغيان والاستعمار. انتفض جيلٌ من الأطفال والشبان بالحجر والمقلاع في وجه الاحتلال، لإعادة تثبيت الحقوق الفلسطينية على الأجندة العالمية، مانعين شطب الفلسطيني وحقوقه بمشاريع تصفويةٍ، لم تكن الأنظمة العربية بريئة منها.
توقفت موجة انتفاضة الحجارة مع انطلاق مؤتمر مدريد، وبدء عملية مفاوضاتٍ طويلةٍ مع الاحتلال ورعاته، كان شعارها الاعتراف بالحقوق الفلسطينية، لاسيما حقه في إقامة الدولة المستقلة على حدود 1967 من فلسطين التاريخية، وعاصمتها القدس الشرقية. وعندما اصطدمت العملية التفاوضية بجدران التعنت الإسرائيلي، والانحياز الأميركي، والخذلان العربي، ووجد ياسر عرفات نفسه محاصراً في زاوية التنازل أو النزول، هب أطفال فلسطين وشبابها للدفاع عن أرضهم وحقوقهم، وحماية قيادتهم من السقوط أو التساقط. ثار في انتفاضة "الأقصى" الثانية، التي أعادت الرقم الفلسطيني إلى معادلةٍ أراد بعضُهم شطبه منها. وفي ردٍّ بطوليٍّ لافتٍ على همجية المستوطنين العنصريين وتماديهم بالاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم، انتفض شبان فلسطين مجدّداً في انتفاضة "السكاكين" التي طاردت جنود الاحتلال، وقطعان المستوطنين، وقدّم فيها الشاب الفلسطيني مثالاً لافتاً، مدهشاً، في الشجاعة والتضحية.
واليوم، يتصدّر الشاب الفلسطيني انتفاضةً رابعة، ضد إعلانٍ أميركي أحمق، يظن غشيماً أن عروبة القدس وفلسطينيتها تُلغى بتوقيع رئيسٍ أخرق، يجهل التاريخ، ويستخف بالمستقبل. أثبت الجيل الفلسطيني الشاب مجدّداً أنه متقدّم على قيادته، وأكثر همةً وحميةً في الدفاع عن قدسه ومقدساته. وفاجأ الشباب الفلسطيني من اعتقدوا، خائبين، أن سياسات "السلام الاقتصادي" والتنسيق الأمني نجحا في تدجين جيلٍ، وُلد وترعرع في ظلال "نعم" أوسلو.
لا صورة تعكس قوة أطفال فلسطين وشبابها مثل الصورة التي تناقلتها وسائل الإعلام، ويظهر فيها شابٌ فلسطيني يجرّه معصوب العينين جيشٌ من جنود الاحتلال الإسرائيلي، المدججين بالسلاح. يقتاد هؤلاء الشاب نحو سيارة الاعتقال خائفين، مفزوعين، مذعورين، بينما هو يرفع رأسه عالياً، ضارباً قدميه في الأرض مثل مسمار.
إنهم مسامير الوطن. كلما اشتدت رياح الاحتلال والاستيطان والتهويد هبوا لتثبيت الأرض وعروبتها وفلسطينيتها. مسامير فلسطين لا يشبهون عمال "الجَنْقُو" في رواية "مسامير الأرض" للروائي السوداني، عبد العزيز بركة، الذين تركوا قراهم بحثًا عن لقمة العيش، وتاهوا في ملذات نساء "الحلة" وخمورها، فلا قبروا الفقر، ولا عادوا إلى أوطانهم. مسامير فلسطين، لا غادروا الوطن، ولا لهثوا وراء ملذات "أوسلو" ومغرياتها، بل نهضوا كلما حاول المتعطشون للتطبيع شطب الرقم الفلسطيني من المعادلة السياسية في الإقليم. وهم مسامير تثبيت الحق الفلسطيني، كلما حاول بعضهم التنازل أو التفريط بأي من الحقوق الشرعية والمشروعة للشعب الفلسطيني. هم مسامير الأرض التي راهن الاحتلال الإسرائيلي، ومعه أصحاب التطبيع، على اقتلاعهم، أو تطويعهم، أو "طعجهم"، بمشاريع السلام الوهمي، والتعايش الكاذب. هم مسامير ترسيخ الوحدة الوطنية الممتدة عبر فلسطين التاريخية، من دون مواربةٍ لأي خطوط خضراء أو حمراء، متمردين على انقسام المتقاتلين على سلطة وهمية واهية.