تراجع الدولار الأميركي أمام الجنيه السوداني في السوق الموازية (السوداء) على نحو غير متوقع، بدعم من تحويلات المغتربين السودانيين، التي زادت خلال الأيام الأخيرة تزامناً مع قرب عيد الأضحى، والحملات الأمنية المكثفة ضد تجار العملة، وفق عاملين في سوق الصرف.
ووصل سعر الدولار، مطلع الأسبوع الحالي، إلى 14 جنيهاً، خاسراً نحو 17% من قيمته في السوق السوداء، مقارنة مع نهاية الأسبوع الماضي، حيث شهد ارتفاعاً غير مسبوق بعد أن كسر حاجز 17 جنيهاً، بينما تحدد الحكومة سعره رسمياً بـ 6.4 جنيهات.
وقال سمير أحمد قاسم، أمين أمانة السياسات في اتحاد أصحاب العمل السوداني، إن دخول أموال المغتربين لدعم أسرهم خلال فترة العيد جعل المعروض من الدولار أكثر من الطلب، مما ساهم في هبوط العملة الأميركية التي زادت بشكل غير مبرر الأسبوع الماضي.
وأضاف قاسم لـ"العربى الجديد"، أن انخفاض الدولار يطمئن الأسر السودانية بأن الفترة المقبلة ستشهد استقراراً في الأسعار التي شهدت ارتفاعاً غير مسبوق خلال الفترة الماضية، ووصل إلى 30% في بعض السلع.
وتواجه العملة السودانية تدهوراً منذ انفصال جنوب السودان في 2011 وفقدان عائدات النفط، بجانب العجز في الميزان التجاري، ما أدى إلى ارتفاع تضخم أسعار المستهلكين.
وقال محمد الناير، أستاذ الاقتصاد في جامعة أفريقيا العالمية بالسودان، إن الإجراءات الأمنية المشددة والحملات المكثفة على تجار السوق السوداء بجانب ضخ البنك المركزي النقد الأجنبي في المصارف التجارية ساهم في تراجع الدولار بالسوق الموازية.
وكان وزير المالية والتخطيط الاقتصادي، بدر الدين محمود، قال في تصريحات صحافية مؤخرا، إن ارتفاع الدولار غير مبرر ويتحكم فيه تجار السوق السوداء، مشيرا إلى أن سعره الحقيقي لا يتعدى 7 جنيهات في السوق الموازية.
وأضاف الناير أن عودة العملة السودانية إلى الاستقرار تتطلب زيادة الإنتاج، لاسيما في المشاريع الزراعية من أجل تعزيز الصادرات وتسهيل الإجراءات لجذب أموال المغتربين والمستثمرين.
ويعاني السودان من عجز في الميزان التجاري، حيث واردات الدولة أكثر من صادراتها، ما يشكل ضغطاً متواصلاً على سعر العملة المحلية.