كيف تحول بيل كوسبي من "أبو أميركا" إلى مدان بجريمة جنسية

كاد الكوميدي بيل كوسبي يرسخ إرثه في أميركا، كممثل لصوت أخلاقي، إلا أنه سقط بشكل مدوٍ، وقد يفارق الحياة في السجن، بعد أن ظهر كمجرم اتهمته العديد من النساء بتخديرهن والاعتداء عليهن وهن فاقدات للوعي.

وكان الرجل يعرف بلقب "أبو أميركا" ونجماً كوميدياً وصفته "بوستن غلوب" بالأكثر رسوخاً في الأذهان في تاريخ التلفزيون.

إلا أن الأحكام التي صدرت بحقه يوم الخميس، لإدانته بتخدير أندريا كونستاند، والاعتداء الجنسي عليها، قد دمرت كل إنجازاته.

وكان كوسبي في ذروة حياة عامة غير عادية. وقد ركزت السيرة الذاتية التي نشرها الصحفي المخضرم مارك ويتاكر، محرر مجلة نيوزويك، بشكل كامل على حياته الأسرية وإنجازاته.

وكتب ويتاكر يقول "المؤرخون سيقيسون الأثر الزلزالي لبرنامج كوسبي على صناعة الترفيه والمجتمع الأميركي". وتابع "وسوف يشرحون كيف زرع هذه الصورة الإيجابية للحياة الأسرية السوداء في الوعي الوطني، فقد ساعد الأميركيين على إرسال رئيس أسود وزوجته وبناته للعيش في البيت الأبيض بعد أقل من عقدين"، بحسب ما نقلته صحيفة "ذا غارديان".

وبلغ الكتاب 500 صفحة، لكنه أغفل تهم الاغتصاب المتعددة التي وجهت إليه.

ورغم أن صحيفة "نيويورك تايمز" وصفت سيرته الذاتية بالرائعة في استعراضها في أيلول/سبتمبر 2014، إلا أن الناشر تراجع عن خطط إصدار نسخة ورقية منها في نوفمبر من العام ذاته.

وفي أكتوبر 2016 تغير شيء ما، حيث أطلق كوميدي آخر نكتة عن كوسبي، ووصفه بالمغتصب، لينتشر مقطع الفيديو على نطاق واسع، الأمر الذي اعتبر بداية انهيار حياته المهنية.

جاء القرار القضائي بإدانة كوسبي، بعدما تقدّمت عشرات النساء بشكاوى تتهمه بالاعتداء الجنسي والتحرش والاغتصاب. ووصل عدد المشتكيات إلى أكثر من 50 مشتكية، أبرزهن الموظفة في جامعة تامبل الأميركية أندريا كونستاند التي قالت إنه في عام 2004 خدرها كوسبي واعتدى عليها وهي فاقدة للوعي، وهي الشهادة التي على أساسها خلصت هيئة المحلفين إلى قرارها.




بعدها توالت شهادات لعمليات تخدير واغتصاب تمت في ثمانينيات القرن الماضي، بينها شهادة عارضة أزياء سابقة هي جانيس ديكنسون، التي أعلنت أنّ كوسبي اغتصبها عام 1982، بعد أن أعطاها حبة دواء ادعى أنها ستخفف تشنجات الطمث لديها، وبدلاً من ذلك جعلتها الحبة مشلولة وغير قادرة على إيقاف اعتدائه. ثم تلتها أربع شهادات أخرى. 

وقرار هيئة المحلفين يفترص أن يلحق به حكم قضائي بسجن كوسبي (80 عاماً) قد يراوح بين 15 و30 سنة.

(العربي الجديد)