تحقيق "العربي الجديد" يحصد جائزة أفضل عمل صحافي استقصائي مكتوب في تونس

جرى الإعلان عن الجائزة ضمن فعاليات "المؤتمر الوطني الثالث لمكافحة الفساد"، الذي نظّمته الهيئة الوطنية لمقاومة الفساد في تونس (حكومية) يومي 7 و8 من ديسمبر/ كانون الأول 2018.

وكشف عن الجائزة التي تشرف عليها النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، وتم تكريم الفائزين بها، السبت، خلال حفل ختام المؤتمر الثالث الذي حضره رئيس الحكومة يوسف الشاهد، على فئات الصحافة المكتوبة والتلفزيون والوسائط المتعددة.

وكان التحقيق المنشور في مارس/آذار 2018 قد كشف عن مدى تقصير وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي التونسية وتقاعس وزارة البيئة والسّلطات المحليّة والجهويّة الممثّلة أساسا في الولاية والنيابة الخصوصيّة (هيئة تشرف على تسيير بلدية غار الملح) عن إنفاذ قانون حماية الملك العمومي البحري على شاطئ غار الملح التابع لمحافظة بنزرت، ما يهدد النظام البيئي الفريد في المنطقة، بالإضافة إلى تدمير الشاطئ، ومن بين المخالفين شخصيات متنفذة أقر بعضهم بالأمر وأبدوا استعدادهم للقبول بالتسوية، ووثق التحقيق تورّط السّلطات المعنيّة بحماية الشريط السّاحلي بالمنطقة في عدم هدم الأبنية المخالفة للقانون، ما أدى إلى ضرر مباشر على المنظومة البيئية الفريدة للقطايع، والتي تشكّل عنصراً مهمّاً من التراث التاريخي والثقافي والطبيعي في نفس الوقت، وهو ما يمثّل تهديدا مباشرا للمنظومة البيئية الفريدة من نوعها في العالم والمعتمدة على تقنية الري الطبيعي للمزروعات المعتمدة على ظاهرتي المد والجزر البحريين والتي استقدمها الأندلسيون الموريسكيون المهجّرون من إسبانيا أواسط القرن 17 ميلادي.


وعقب أسبوع من نشر "العربي الجديد" التحقيق نفّذت الأجهزة الرّقابيّة المشتركة بمحافظة بنزرت، في  14 مارس/آذار الماضي، حملة جهوية شملت تنفيذ 18 قرار هدم ضدّ الأبنية المخالفة للقانون، والمقامة على الملك العمومي البحري بمدينة غار الملح، وتحديدا منطقتي سيدي علي المكي والميناء، كما شملت الحملة التي نفذتها مصالح الشرطة البلدية والحرس البلدي والهياكل الأمنية والمصالح البلدية المحلية والجهوية، وبحضور السلطات المحلية ودائرة الشؤون البلدية في مركز الولاية وحضور وإشراف مباشر من محافظ الجهة محمّد قويدر، بعض الأبنية المخالفة للتراتيب البلدية قبل أن تتوسّع لتشمل باقي معتمديات ماطر وجرزونة ومنزل بورقيبة.


وتعتمد تقنية الرّي الطبيعي الخاصة بالقطايع، التي أدخلها الأندلسيون الموريسكيون، مؤسسو منطقة غار الملح، إثر طردهم من إسبانيا أوائل القرن 17 الميلادي، على حركة المد البحري التي تقوم بدفع المائدة المائيّة العذبة، المخزّنة على عمق لا يتجاوز المترين، والتي يوفّرها سنويّا مناخ المنطقة الرّطب والأمطار، إلى أعلى فيغدو الرّمل نديّا يسقي المزارع، بينما عند حصول عمليّة الجزر تهوي المائدة المائية العذبة لمستقرّ في أسفل القطايع التي تبلغ مساحة أكبرها هكتارا واحدا، ما يجعلها تبدو لناظرها كأشرطة القصب المتراصّة على بساط رملي.

الجدير بالذكر أن تحقيق "العربي الجديد" طلاق القاصرات الأردنيات... حياة زوجية تنتهي قبل أن تبدأ، فاز بالمركز الأول عن فئة التحقيقات المكتوبة في "جائزة صحافة الطفل لعام 2018"، التي نظمها معهد الإعلام الأردني بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" كما فاز تحقيق "المصريون في الأردن...براءات من اتهامات كيدية ومخالفات تصل إلى حد الاتجار بالبشر" فاز بالمركز الثاني في مسابقة مركز تمكين للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان، عن فئة العمالة المهاجرة واللاجئين لعام 2018 في مايو/أيار الماضي، كما حاز تحقيق "العربي الجديد يكشف... ثغرات الهجرة السرية بالمطارات المصرية واليونانية"  جائزة أريج في حقل التحقيقات المكتوبة مناصفة مع تحقيق عن "الاغتصاب الزوجي في مصر" في ديسمبر/ كانون الأول من عام 2017، فيما فاز تحقيق "الدجاج المحرّم.. مزارع الاحتلال تنشر المرض بين الغزيين"، الذي نشره موقع وجريدة "العربي الجديد" في أغسطس/ آب من عام 2016، بجائزة أفضل تحقيق استقصائي لعام 2016، في مسابقة مؤسسة الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة "أمان"، بينما فاز غيث الأحمد بالمركز الأول في مسابقة مشروع "الجوار الأوروبي للإعلام"Media Neighbourhood Journalism Awards، عن قسم الصحافة المكتوبة التي أقيمت تحت إشراف شبكة "بي بي سي" الإعلامية، عن تحقيق "مسيحيو دير الزور مائة عام من الهجرة القسرية"، الذي نُشر في صحيفة "العربي الجديد" في شهر أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2015، فيما حصد تحقيق "إمبراطورية آل مخلوف المالية.. أسرار علاقة خال بشار الأسد بإسرائيل" جائزة مكافحة الفساد والجريمة المنظّمة، ضمن فعاليات ملتقى مؤسسة أريج.