تحشيد لتظاهرات واسعة في بغداد.. وعلاوي يستأنف لقاءاته مع الأحزاب

28 فبراير 2020
انتهاء خمسة أشهر من التظاهرات (مرتضى السوداني/الأناضول)
+ الخط -
بدأ متظاهرو العراق بالتحشيد لتظاهرات واسعة من المقرر أن تنطلق صبيحة الأول من مارس/ آذار المقبل وسط بغداد، وذلك بالتزامن مع انتهاء خمسة أشهر من التظاهرات وتدشينها شهرها السادس على التوالي. 

وتهدف التظاهرات، التي يحشد لها ناشطون جنوب ووسط العراق، فضلا عن بغداد، إلى التأكيد على مطالبهم واستمرار الانتفاضة ضد ما يسمونه "حالة الفشل المزمن والفساد والطائفية والمحاصصة الحزبية التي تنخر جسد الدولة"، والتأكيد على رفضهم رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي، الذي يستعد اليوم الجمعة لتدشين جولة حوارات جديدة مع عدة كتل وقوى سياسية في البلاد تمهيدا لجلسة البرلمان غدا السبت التي خصصت للتصويت على منح الثقة لحكومته بعد إخفاق البرلمان أمس في ذلك، بسبب استمرار الخلافات. 

وبحسب ناشطين في ساحة الحبوبي بمدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار)، والتي تشهد حراكا واسعا للتحشيد لتظاهرات وصفوها بالمليونية، فإن المتظاهرين من مختلف المحافظات الجنوبية سيتوجهون إلى العاصمة بغداد للتظاهر في محيط المنطقة الخضراء، مؤكدين لـ"العربي الجديد" أن التظاهرة التي ستنطلق في الأول من مارس/ آذار، ستمثل "رد فعل قويا من المتظاهرين ضد إصرار أحزاب السلطة على الزج بمرشحيها في الحكومة الجديدة، سواء كان من خلال رئيس الوزراء محمد توفيق علاوي المدعوم من "التيار الصدري" وهادي العامري، أو الوزراء الذين ثبت أن فيهم حزبيين".

وأكد علاء الركابي، وهو من أبرز ناشطي ساحة الحبوبي، أن قرار التظاهر في الأول من مارس/ آذار أمام المنطقة الخضراء تم اتخاذه في وقت سابق في اجتماع عقد بمدينة الحلة في بابل، موضحا، على صفحته في "فيسبوك"، أن وفدا من المتظاهرين ذهب إلى بغداد والتقى القوات الأمنية بهدف توفير الحماية للمحتجين. 

 

ورغم الشكوك في نجاح المتظاهرين بمدن جنوبي البلاد ووسطه في الانتقال إلى بغداد والتحشيد هناك بكثافة، كما يخططون، بسبب الإجراءات التي أمرت بها السلطات الصحية والمتعلقة بحظر التجمعات الكبيرة وتقنين الانتقال بين المدن، خاصة تلك التي سجلت فيها إصابات بفيروس كورونا، ضمن قرارات خلية الأزمة التي شكلتها الحكومة لهذا الغرض، إلا أن ناشطين عراقيين بدأوا من خلال حساباتهم على مواقع التواصل التحشيد للموعد، حيث تداول ناشطون وصفحات داعمة للانتفاضة العراقية دعوات التظاهر الأحد المقبل.

وقالت صفحة "كتائب التك تك" على فيسبوك: "استعدو يا ثوار، مليونية على أبواب الخضراء يوم الأحد، الزحف من جميع المحافظات إلى بغداد".

ودعا الناشط أحمد شاكر إلى المشاركة في مليونية 1 آذار، من خلال حسابه على "تويتر"، قائلا: "ثورة أكتوبر علمتنا منتنازل عن حقنا بكل الظروف، كل واحد بينا لازم ميتخلى عن أبسط حق من حقوقه، وإذا حس إنو حقه انسلب لازم يطالب بي، وهسا كل حقوقنا مسلوبة فبهاي المناسبة تعالوا نسوي مليونية بـ1 اذار الأحد الجاي ونملي الساحات".

وأكد مرتضى الهلالي، وهو من ناشطي محافظة واسط، أن تظاهرة الأحد ستأتي للمطالبة بـ"دماء الشهداء"، مضيفا، في حسابه على "تويتر": "هذه الخطوة جاءت للتحضير لتنفيذ قرار ساحات التظاهر في المحافظات للقيام بمظاهرة مليونية في جانب الكرخ مقابل الخضراء يوم الأحد #١_آذار، هذه مهلة الشهداء، نحن لن نضيع دماء الشهداء".

في غضون ذلك، استمر الكر والفر بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرين طيلة ليل الخميس/ الجمعة عند ساحة الخلاني ببغداد ومحيطها، ولم تتمكن القوات العراقية من إرغام المحتجين على مغادرة الساحة على الرغم من استخدامها بنادق الصيد والغاز المسيل للدموع.

حكومة علاوي

وعلى مستوى أزمة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة محمد توفيق علاوي، قال قيادي بارز في تحالف "الفتح"، بزعامة هادي العامري، لـ"العربي الجديد"، إنه من المقرر أن تعقد بعد عصر اليوم جولة مباحثات جديدة بين فريق رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي، وعدد من قادة الكتل السياسية.

وأضاف المصدر ذاته أن علاوي وافق على إبداء مرونة فيما يتعلق باستبعاد بعض الأسماء الموجودة في تشكيلته الوزارية، كالمرشح لوزارة الخارجية جابر حبيب جابر، باعتباره مرشحا في انتخابات 2010 عن كتلة نوري المالكي، وكذلك وزير الزراعة شاكر عبد الأمير، فضلا عن إضافة بنود أخرى لبرنامجه الحكومي بحسب اشتراطات بعض الكتل السياسية، واصفا جولة الحوارات تلك بأنها "حاسمة"، إذ إن "إخفاق المفاوضات يعني تراجع فرص علاوي في نيل ثقة البرلمان وتشكيل حكومته، خاصة وأن المهلة الدستورية لم يتبق عليها غير يومين فقط". 

في السياق، حذر رئيس البرلمان السابق سليم الجبوري مما وصفها بـ"النتائج السلبية على المجتمع والدولة" في حال عدم تمرير الحكومة، وقال "رغم قناعتي أن بعضا من المرشحين في كابينة علاوي غير جديرين، وأن عددا من وزراء حكومة عبد المهدي أكفاء، ومع دعوتي إلى احترام الشراكة، بمساهمة فاعلة من السنة والكرد والمكونات الأخرى، إلا أنه من الخطأ الفادح ألا تمرر الكابينة، فلسوف يفضي ذلك إلى نتائج سلبية في الدولة والمجتمع"، بحسب تصريح له نقلته وسائل إعلام محلية عراقية.