تحسن مزاج أهالي حلب بعد العملية العسكرية لكسر الحصار

01 اغسطس 2016
بدأت الحركة تعود إلى الشوارع (بولونت كيليك/ Getty)
+ الخط -
انعكست العملية العسكرية، التي تشنها فصائل المعارضة السورية لكسر الحصار عن مدينة حلب، على نفسية المحاصَرين بداخلها، بعد 24 يوماً من الحصار وبدء طرح أفكار الممرات الآمنة بإشراف النظام السوري وروسيا.

وعادت الحياة إلى شوارع مدينة الجزء الشرقي المحاصر من حلب بشكل ملموس، أمس الأحد واليوم، بعد سماعهم بالعمليات التي تخوضها المعارضة المسلحة.

وتغيّرت وجوه الناس منذ الساعات الأولى لبدء المعركة، وبدأت الحركة تعود إلى شوارعها رغم الحصار المستمر ونفاد أغلب المواد الغذائية.

ينتظر يوسف، الذي انقطع عمله في أحد الأفران بمدينة حلب، أن يتم فك الحصار عن المدينة.

يقول الرجل الأربعيني لـ"العربي الجديد": "أعيش مع زوجتي وأطفالي الخمسة منذ 4 سنوات تحت القصف والمعارك. الطيران الحربي لم يغادر سماء بلادنا واستمرت حياتنا بشكل طبيعي، لكن الجوع لا يحتمله الإنسان وخصوصاً بوجود الأطفال. الآن أنا متفائل بكسر الحصار وعودتي إلى العمل".

"قلوب معظم الناس معلّقة بالأخبار القادمة من الجبهات"، تقول مواطنة حلبية تعيش بمنطقة السكري، وتخبرنا المرأة أنها لا تريد أن يتم تخييرها بين الموت جوعاً أو الخروج من معابر تفوح منها رائحة الذل.



وتمكّن سكان حلب من اختراع مضاد طيران جديد، كان له أثر بإحداث تغيّر واضح على حركة قصف الطيران في المدينة.

وقال الناشط الصحافي، يحيى الرجو، لـ"العربي الجديد": "قبل بدء العمليات العسكرية للمعارضة السورية أمس، طلب جيش الفتح من الأهالي أن يحرقوا إطارات السيارات المطاطية في رأس كل شارع، وذلك لتكثيف الدخان في سماء المدينة ومنع الطيران من التركيز على أهدافه التي يسعى لقصفها".

وأوضح المتحدث أن النظام حاول قصف أحد المشافي بحلب، لكن القذيفة جاءت ملاصقة للمشفى ولم تؤد إلى حدوث دمار كبير به.

وغصّت مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، بعشرات الصور لأطفال وشباب من حلب، وهم يشعلون الإطارات المطاطية بمعظم أحياء المدينة، مما خلق سحابة سوداء في سماء المدينة، استمرت حتى ساعات متأخرة من المساء.

وعاود السكّان نشاطهم المحدود في الداخل، وفقاً لإمكانات المدينة المتاحة، وفقاً لما أشار الناشط، يحيى الرجو.

وأضاف:"سُيرت الأفران صباحاً لتوزيع مادة الخبز بإشراف المجالس المحلية بعد توقفها لمدة يومين، وتحسّن منسوب المياه الواصلة إلى الجزء الشرقي من المدينة، حيث يتم تجميعها وضخّها بواسطة مضخات تعمل على الكهرباء".

أما فيما يخص الطلاب، فبعد توقّف النوادي الصيفية لطلاب المدارس بسبب القصف، لجأ معظم الأطفال إلى المساجد ودور التعليم الصغيرة.

يقول إبراهيم سمعان، لـ "العربي الجديد"، وهو طالب منقطع عن جامعته منذ ثلاثة أعوام: "قد لا ينجحون في فك الحصار، لكن مجرد المحاولة تعيد لنا الأمل باستمرار الحياة"، مشيراً إلى أن سكان المدينة لا يطلبون شيئاً سوى العيش بأمان، ويحاولون استمرار حياتهم بأضعف الإمكانات.

يشار إلى أن حوالى 5 كيلومترات تفصل "غرفة عمليات فتح حلب" للوصول إلى حي الشيخ سعيد، وكسر الحصار عن 300 ألف مدني هناك.