وتقدّمت السيناتورة الديمقراطية جين شاهين والسيناتور الجمهوري توم تيليس بمقترح من أجل منع بيع هذه المقاتلات لتركيا، بحجة أن أنقرة تحاكم، منذ العام 2016، القس الأميركي أندرو برونسون، الذي يطالب الادعاء التركي بحبسه لمدة تصل إلى 35 عاما بتهم التجسس والإرهاب، وفق ما أعلن مكتب شاهين.
وترى الأوساط التركية أن السبب الأساسي هو انزعاج أميركا من الاتفاق التركي الروسي لتوريد منظومة صواريخ "إس 400"، حيث إن المقترح المقدم في الكونغرس ينتقد قرار تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، شراء هذه الصواريخ.
وبحسب بيان شاهين، فإن التفاهم الروسي التركي حول الصواريخ يخالف القوانين الأميركية، إذا إن "إس 400" صممت من أجل ضرب هذه الأنواع من المقاتلات.
وكان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، خلال جلسة استماع عقدتها لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ لمناقشة ميزانية الوزارة، قد أفاد أمس بأنه يعلق الآمال على اجتماع سيعقد مع نظيره التركي، مولود جاووش أوغلو، بخصوص حل المشاكل المتعلقة بشمالي سورية.
وأعرب بومبيو عن أمله في "عدم حدوث تطور من شأنه أن يحمل مخاطر بين البلدين الحليفين في حلف شمال الأطلسي"، وأنه تحدث مع الجانب التركي حول ضرورة عدم شراء نظام الدفاع الجوي الصاروخي "إس 400"، مشيرا إلى أن "امتلاك تركيا للنظام المذكور يتسبَّب بظهور المشاكل بينها وبين حلف شمال الأطلسي".
وحول صفقة بيع المقاتلات الأميركية "إف 35"، قال وزير الخارجية الأميركية إن "العملية لا تزال مستمرة".
وطلبت تركيا شراء 116 طائرة من نوع "إف 35"، إذ إنها منذ 16 عاما شريكة في هذا المشروع، وبعض قطعها تنتج في تركيا، وتاريخ التسليم الأول لتركيا من المفترض أن يكون في 21 يونيو/ حزيران المقبل.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم الخارجية التركي، حامي أكسوي، في مؤتمر صحفي اليوم، إن "خطوة الكونغرس مرتبطة بتخلي تركيا عن صفقة شراء منظومة الدفاع الصاروخي "إس 400"، والإفراج عن القس المعتقل أندرو برونسون"، مبينا أن "تركيا التزمت بالكامل بما يقع على عاتقها في إطار برنامج المقاتلات، وأن هذا برنامج متعدد الجنسيات، ومسؤوليات الجميع واضحة في إطار الاتفاق الموقع، ومثل هذه الخطوات تنتهك روح العلاقة التحالفية مع الولايات المتحدة"، مشددا على أن "تركيا ستضطر للرد في حال اتخذت خطوات من هذا القبيل".