تحرش وعنف وإدمان في محيط بعض مدارس المغرب

01 نوفمبر 2017
ممارسات خاطئة في محيط مدارس المغرب (توماس كوهلر/Getty)
+ الخط -


تحول محيط العديد من المؤسسات التعليمية في المغرب، إلى مكان لانتشار ظواهر اجتماعية مسيئة مثل تدخين السجائر أو المخدرات، والتحرش الجنسي، وتفشي سلوكيات عنيفة، مما دفع ببعض التربويين إلى دق ناقوس الخطر من تداعيات ما يحصل.


 تقول بثينة الرقاب، وهي تلميذة بثانوية أم البنين بالرباط، لـ"العربي الجديد"، إن "الكثير من التصرفات والسلوكيات الصبيانية والمستفزة تحصل يومياً في محيط المدرسة"، مضيفة أنه "في الزوايا قرب المدرسة تقع أعاجيب منها تدخين لفافات الحشيش".

وتشير إلى أن "الأدهى أن بعض المراهقين المنحرفين يتصيدون فرصة تواجد التلميذات خارج المدرسة، ليتحرشوا بهن بالقوة، مستخدمين أسلحة بيضاء، وأحياناً كثيرة تحصل عمليات سرقة".

وفي السياق، يقول الخبير التربوي، رشيد شاكري، لـ"العربي الجديد"، إن "التلاميذ والتلميذات أصبحوا زبائن لترويج السجائر والمخدرات والمهلوسات، وخاصة في الثانويات بحكم فترة المراهقة التي تدفع بهؤلاء إلى محاولة إثبات أنفسهم، كراشدين بطرق غير مشروعة، أو التباهي بخرق القوانين والضوابط الاجتماعية للمنافسة على نيل إعجاب الجنس الآخر".

ويعزو شاكري، الظواهر المنحرفة في محيط المؤسسات التعليمية إلى عدة عوامل، "أولها تراجع الدور التربوي للأسرة في تكريس القيم لدى أبنائها، إما لانهماك الآباء والأمهات في العمل، أو لانهزامهم أمام الثقافة الواردة عبر التكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصال المتطورة، والثاني عدم اهتمام المؤسسة التعليمية بوظائفها التربوية، واقتصارها على تلقين المعارف دون الانتباه إلى ضرورة بناء الشخصية".

كما يرى أن "العامل الثالث يتجلى في عجز النظام التعليمي عن الاستجابة لحاجات المتعلمين بمختلف فئاتهم العمرية وتعزيز التواصل معهم، سواء بتوفير الفضاءات التي تحتضن مواهبهم وتصقلها، أو تدبير الزمن المدرسي لمنع انقضاض المنحرفين عليهم وإغوائهم".

وينبه الخبير التربوي إلى خطورة التغاضي عن تواجد الباعة المتجولين بالقرب من أبواب المؤسسات التعليمية، حيث يعد معظمهم الأداة الأنسب لبيع الممنوعات، فضلاً عن ضعف التواصل بين الأسرة والمدرسة، وغياب أي تنسيق لتتبع التلاميذ وحمايتهم من مخاطر الانحراف.

كذلك، يلفت إلى لجوء الكثير من الأسر المغربية إلى إلحاق أبنائها بالمدارس الخصوصية لضمان أمنهم والاطمئنان على سلامتهم، نظراً لما توفره من نقل مدرسي وتواصل مستمر مع الآباء والأمهات"، مستدركاً أن بعض المدارس الخصوصية تشهد سلوكات سلبية أيضاً رغم هذه الاحتياطات.

المساهمون