تحديات تواجه مساعي سويسرا لتنشيط قناة التجارة الإنسانية مع إيران

05 سبتمبر 2020
القناة المالية السويسرية لم تنفذ حتى الآن إلا معاملتين منذ تأسيسها (فرانس برس)
+ الخط -

وصل وزير خارجية سويسرا، إيغناسيو كاسيس، اليوم السبت، إلى إيران، لإجراء مباحثات مع المسؤولين الإيرانيين، في الذكرى المئوية للعلاقات الثنائية.

ويشكل ملف القناة المالية السويسرية أحد أهم عناوين هذه المباحثات التي يفترض أن تبدأ غداً الأحد، حيث أكدت وزارتا الخارجية للبلدين، أن الوزير كاسيس سيناقش مع الإيرانيين هذا الموضوع، فضلاً عن تطورات الاتفاق النووي وقضايا أخرى.

وأسست الحكومة السويسرية خلال يناير/كانون الثاني 2020 قناة مالية تعرف بـ (شتا SHTA ) للتجارة مع إيران في السلع الإنسانية بموافقة أميركية، لكن القناة التي تغطي فقط المعاملات المرتبطة بالغذاء والدواء، لم تنفذ حتى الآن إلا معاملتين منذ تأسيسها، كانت الأولى خلال شهر يناير الذي دشنت فيه، والمعاملة الثانية خلال يوليو/ تموز الماضي.

ويعود السبب وراء بطء عمل القناة إلى العراقيل التي تضعها الإدارة الأميركية أمامها، إذ اتهم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، هذه الإدارة في تصريحات نشرها حسابه على "تليغرام" بـ"اتخاذ إجراءات مخربة تجاه القناة المالية".

ويأتي ذلك فيما تأسست القناة بموافقة واشنطن ومباركتها بالأساس، وأنها تعمل تحت إشرافها، في خطوة كانت تستهدف الالتفاف على القناة المالية الأوروبية "إنستكس" التي أسستها الترويكا الأوروبية الشريكة في الاتفاق النووي بيناير/كانون الثاني 2019، للتجارة الإنسانية مع إيران، لكنها أيضاً فشلت في إجراء معاملات إنسانية مع إيران بسبب الضغوط الأميركية.

والمشكلة الأساسية التي تواجهها هذه القنوات تتمثل بتأمين الموارد المالية للمعاملات، حيث ترفض الإدارة الأميركية السماح باستخدام الأموال الإيرانية المجمدة بفعل عقوباتها المشددة في الخارج في هذه المعاملات.

وما نُفذ من معاملتين خلال القناة السويسرية، لم تتجاوز قيمته 500 مليون يورو، وهي كانت من الأموال الإيرانية في سويسرا، حيث سمحت واشنطن للحكومة السويسرية باستخدامها في هذه المعاملات.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، أن زيارة وزير الخارجية السويسري "تشكل فرصة لتبادل وجهات النظر والتشاور لجعل القناة المالية السويسرية أكثر نشاطاً، ولمناقشة الحلول الممكنة لرفع المشكلات"، معرباً عن أمله في أن "تتخلص هذه القناة من الضغوط الأميركية، لتتمكن من إرسال السلع والأدوية إلى إيران من خلال استخدام الودائع الإيرانية لدى الدول الأخرى".

إلى ذلك، كشف رئيس غرفة التجارة المشتركة بين إيران وسويسرا، شريف نظام مافي لوكالة "إيلنا" الإيرانية، أمس الجمعة، أن وزير الخارجية السويسري، في أثناء زيارته لطهران، هو بصدد تنشيط عمل قناة SHTA، مشيراً إلى أن "القضية الأساسية هي في تمويل القناة".

وفي هذا السياق، قال مافي إنه "يبدو ثمة حلول تم إيجادها لتمويل القناة"، مضيفاً أن "50 معاملة تجارية بانتظار التمويل، وفي حال إتمام ذلك، ستصدر تراخيص إجراء هذه المعاملات".

وعرج المسؤول الإيراني على القناة المالية الأوربية "إنستكس"، قائلاً إن "سويسرا دوماً متقدمة على بقية الدول الأوروبية، ويمكن ملاحظة ذلك في موضوع القناة المالية، ففرنسا وألمانيا وبريطانيا لم تفعل شيئاً عملياً بعد تأسيس إنستكس، لكن السلطات السويسرية دشنت القناة وأجرت من خلالها معاملات". وأوضح مافي أن "سويسرا بمقدورها توفير احتجاجات إيران من الأدوية بالكامل، لأن شركاتها لديها القدرات اللازمة في ذلك، لكن على المدى الطويل يجب رفع هذه الحاجات من خلال الإنتاج في الداخل".

المساهمون