ونفى وزير العدل العراقي، حيدر الزاملي، اليوم الخميس، الاتهامات التي وجهت لوزارته بشأن تعذيب السجناء حتى الموت، معتبرا في بيان، أن "هذه الادعاءات كاذبة ولا أساس لها من الصحة".
وأشار الزاملي، إلى اعتماد ما سماها "التقنية الحديثة في دائرة إصلاح السجون العراقية"، والتي أسهمت في الحد من ادعاءات وجود انتهاكات لحقوق الإنسان في السجون، واصفا الاتهامات بأنها "تخرصات للإرهاب وأبواقه التي تستخدم الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي غطاءً لتشويه صورة الدولة ومؤسساتها الفاعلة".
ولفت وزير العدل العراقي إلى وجود كاميرات مراقبة في زنازين وأروقة السجون، موضحا أنه على استعداد لدحض هذه الأنباء التي وصفها بـ"الأباطيل".
في المقابل، أكد المحامي العراقي أسعد الشمري، أن أغلب السجون العراقية لا تحتوي على كاميرات كما يدعي وزير العدل، موضحا لـ"العربي الجديد"، أنها "إن وجدت فإنها توضع بصورة شكلية عند مداخل وبوابات السجون خشية التعرض لهجمات مباغتة".
وأضاف "تصلنا عشرات الشكاوى التي تؤكد وجود حالات تعذيب في السجون العراقية، بهدف انتزاع اعترافات، أو للضغط على ذوي المعتقلين من أجل دفع رشى مالية"، مؤكدا أنه أبلغ بوفاة عدد من المعتقلين جراء التعذيب في سجون الرصافة ببغداد.
وأشار الشمري إلى "التغاضي المتعمد من قبل وزارتي العدل والداخلية فيما يعلق بالشكاوى التي ترد بشأن حالات التعذيب"، لافتا إلى عدم فاعلية لجان التحقيق التي شكلت في وقت سابق للنظر في القضية بسبب وجود "مافيا داعمة للضباط والمنتسبين الذين يمارسون التعذيب. أغلب ضحايا التعذيب تم القبض عليهم في مناطق تم تحريرها من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية".
إلى ذلك، قال محمد الدليمي، وهو شقيق أحد المعتقلين الذين تعرضوا للتعذيب في سجون بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن حالة السجناء مأساوية، مشيرا إلى وجود ضباط يرتدون الزي المدني مختصين بالتعذيب.
وأضاف "أبلغني شقيقي الذي اعتقل أثناء تحرير الفلوجة العام الماضي، أنه تعرض للتعذيب بالصعق الكهربائي، والتعليق في السقف، وربط جسمه من مناطق حساسة من أجل انتزاع اعترافات بشأن اشتراكه في تفجير سابق في بغداد"، مؤكدا وفاة عدد من المعتقلين الذين رفضوا الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها جراء التعذيب.
وتنتشر في فترات متفاوتة صور ومقاطع فيديو تظهر تعذيب سجناء عراقيين على يد عناصر أمنية عراقية، فيما حولت مليشيا "الحشد الشعبي" بلدة جرف الصخر بمحافظة بابل (100كلم جنوب بغداد) إلى سجن كبير ينقل إليه الرجال الذين يتم اعتقالهم من المناطق المحررة من تنظيم الدولة.