تجارة العيد تنقذ أسواق غزة

04 يوليو 2016
العيد يحرّك الأسواق في غزة(عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
+ الخط -

بدت الحركة في أسواق قطاع غزة، مع اقتراب عيد الفطر، أفضل من ذي قبل، وذلك تزامناً مع تلقي موظفي الحكومتين في القطاع والضفة الغربية رواتبهم.
وفي الأسواق يجوب الآلاف قبل الإفطار وبعده محالها التجارية المتنوعة في الأيام الأخيرة من رمضان، لشراء لوازم العيد، من ملابس وحلويات وألعاب أطفال وغيرها من المستلزمات، والتي تحرص الأسرة في القطاع على توفيرها لعوائلها.

وعلى الرغم من الواقع الاقتصادي والمعيشي السيئ الذي يكابده سكان القطاع المحاصر إسرائيلياً منذ عشر سنوات، إلا أن الأسواق الغزية تشهد حركة مقبولة بالنسبة لكثير من التجار الغزيين، مقارنة مع الأيام العادية والمواسم السابقة خلال العامين الماضيين.
وتشهد الأيام الأخيرة من شهر رمضان حركة تجارية نشطة في مختلف الأسواق الغزية، خصوصاً بعد صرف رواتب موظفي السلطة الفلسطينية وغيرها من المؤسسات الخاصة في قطاع غزة، ما انعكس إيجاباً على القدرة الشرائية والحركة التجارية.

وتسابق الغزية أم أحمد رضوان، الزمن من أجل الانتهاء من شراء الملابس الجديدة لأبنائها الخمسة، قبل حلول عيد الفطر، بالإضافة إلى بعض الألعاب الخاصة بصغار السن، فضلاً عن الحلويات المتنوعة، والتي تحرص الأسر على تقديمها أثناء تبادل الزيارات في العيد.
وتقول أم أحمد لـ"العربي الجديد"، إن موسم عيد الفطر يعتبر فرصة لدى الكثير من العوائل والأسر لشراء الملابس، وخاصة هذه الأيام التي يقوم فيها التجار بعمل عروض على البضائع، وتصبح أسعارها أكثر انخفاضاً من الأيام العادية، في ظل الواقع الاقتصادي الصعب الذي يواجه السكان بفعل الحصار والبطالة.

ويتفق المواطن أحمد المصري مع سابقته بأن الموسم الحالي يعتبر أفضل بالمقارنة مع المواسم الماضية التي تعرض خلالها القطاع للحرب الإسرائيلية عام 2014، والظروف المتردية جراء النتائج المترتبة عليها عام 2015؛ جراء قيود الاحتلال المشددة المفروضة على الحركة التجارية.
ويؤكد المصري لـ"العربي الجديد" أن موسم التحضيرات لهذا العام بدأ باكراً؛ في ظل قيام العديد من التجار وأصحاب المنشآت التجارية بطرح العشرات من العروض التجارية على مختلف السلع، سواء الملابس منها أو الحلوى وغيرها من السلع التي تطرح في الأعياد.

في الأثناء، يشير صاحب أحد المحال التجارية المتخصصة في بيع الملابس، علاء حمادة، إلى أنّ موسم البيع لهذا العام بدأ باكراً بالمقارنة مع المواسم السابقة، الأمر الذي انعكس إيجاباً على الحركة الشرائية، وعلى التجار وأصحاب المحال، إذ كان متزامناً مع تلقي الموظفين رواتبهم.
ويوضح حمادة لـ"العربي الجديد" أنه رغم الظروف الاقتصادية السيئة التي يعيشها نحو مليوني مواطن فلسطيني في القطاع إلا أنّ الحركة التجارية في الأيام الأخيرة من شهر رمضان تعتبر أفضل من تلك التي سبقت، ومن المواسم الأخرى، والتي تكبد فيها التجار خسائر فادحة.

ويبيّن التاجر الغزي أنّ توجّه الكثير من أصحاب المحال التجارية نحو توفير الملابس ذات الأسعار المنخفضة التي تراعي الواقع الاقتصادي والمعيشي للسكان يعتبر أحد أهم العوامل التي أسهمت في خلق حركة شرائية نشطة خلال الأيام القليلة الأخيرة، إلى جانب دفع السلطة الفلسطينية وحكومة غزة رواتب لموظفيها.
إلى ذلك، يقول صاحب أحد المحال التجارية الخاصة ببيع ألعاب الأطفال، هاني أبو لوز، لـ"العربي الجديد"، إنّ أسواق غزة تشهد هذا العام حركة مميزة مقارنة مع غيرها من المواسم، وإقبالاً ملحوظاً على شراء مختلف السلع على صعيد ألعاب الأطفال والملابس والحلوى وغيرها.

ويتمنى التاجر الغزي أن يعوض موسم العيد لهذا العام الخسائر المالية التي يتكبدها التجار في الأيام العادية بفعل الواقع الاقتصادي المتردي الذي يعيشه السكان بفعل الحصار المتواصل منذ عام 2006، وتلاحق الحروب التي شنتها إسرائيل على غزة.
وتوفر مواسم الأعياد فرص عمل مؤقتة لمئات الشباب العاطلين عن العمل، من خلال حاجة التجار لأيدٍ عاملة إضافية، أو قيام آخرين بنصب بعض البسطات والعربات في الأسواق والمفترقات العامة والشوارع المركزية في مدينة غزة لبيع حاجيات العيد المتنوعة.

وفي مكان آخر من السوق، حيث بسطات الحلوى بكافة أنواعها، بدت الحركة أفضل من ذي قبل، من خلال جولة سريعة بأحد أسواق القطاع. ويقبل الغزيون على شراء الحلوى بمختلف أنواعها وبعضهم يصنعها في البيت، لا سيما الكعك الذي لا يفارق استقبالات موائد الأهالي في عيد الفطر.
ويشير صاحب إحدى بسطات الحلوى في سوق الشجاعية الشعبي، ياسر حلس، إلى أنّ الأيام الأخيرة من شهر رمضان تشهد إقبالاً واسعاً من قبل الغزيين على شراء الحلويات بمختلف أنواعها، من أجل تزيين الضيافة المقدمة لأقاربهم في أيام عيد الفطر.
ويشير حلس، إلى تحسن حركة البيع هذا العام، عن العامين السابقين، ما يبشر بموسم عيد أفضل من ذي قبل، مشيراً إلى أنّ موسم بيع الحلوى والكعك يستمر حتى ما قبل صلاة العيد، وهو ما يُبقي الأسواق الخاصة ببيع هذه الأصناف مفتوحة حتى هذا الوقت.


المساهمون