نجية أديب، إحدى هؤلاء النساء اللواتي وجدن في العمل الأهلي تحدياً لما عايشنه من تجارب إنسانية، وتقول أديب لـ"العربي الجديد"، إنها لم تكن تتوقع يوماً أنها ستكون ناشطة معروفة، مؤكدة أنها قامت قبل عشر سنوات بتأسيس جمعية "ما تقيش ولادي" للدفاع عن حقوق الأطفال المعتدى عليهم جنسياً، والتوعية بمعاناتهم ومعاناة عائلاتهم نفسياً واجتماعياً.
وتابعت الناشطة أن حادث اعتداء جنسي وقع على طفلها في إحدى مؤسسات الحضانة من طرف الحارس، خلف لديها جرحاً عميقاً اندمل بصعوبة بسبب الحكم الخفيف الذي عوقب به المعتدي، ما جعلها تستجمع قواها وتنذر حياتها وطاقاتها من أجل مقاومة مغتصبي الأطفال بكل ما أوتيت من قوة.
وعرفت أديب بكونها من دعاة الإخصاء الكيميائي لمغتصبي الأطفال والنساء على السواء، من أجل أن يكونوا عبرة لغيرهم، ولوضع حد لتفشي ظاهرة الاعتداء الجنسي على القاصرين، كما أنها من الداعين إلى تشديد العقوبات مغتصبي الأطفال والقاصرات.
من جهتها، انطلقت إيمان حادوش، مسؤولة التواصل والترافع بالتنسيقية الوطنية لسفراء التوحد، من تجربة عاشتها إحدى صديقاتها بسبب إصابة طفلها بداء التوحد، لتخصص أغلب وقتها وحياتها وعلاقاتها المهنية والمجتمعية من أجل هذه الفئة من الأطفال.
وقالت حادوش لـ"العربي الجديد"، إن صديقتها كانت تائهة لا تعرف أين تولي وجهها بعد تشخيص حالة ابنها، مضيفة أنها اقترحت على صديقتها أن تلتقي صديقة أخرى لديها طفل متوحد، فأدركت كم أن لقاءهما كان مريحاً نفسياً لهما معاً.
وتضيف: "بحكم عملي ودراستي، قمت بتنظيم جلسات استماع ومرافقة نفسية للأمهات بشكل تطوعي مرة كل شهر، ليتضح لي أنه من الممكن الخروج بتوصيات وخطط عمل انطلاقاً من تجميع ما عبّرت عنه الأسر من احتياجات ونقص في المجال وتلاعبات بعض الجمعيات التي تبحث عن الدعم المادي وتستغل الأسر".
وقالت زبيدة ضركة، الناشطة في جمعية الأمل لمساعدة الأشخاص المصابين بداء ألزهايمر، لـ"العربي الجديد"، إنها لم تكن تعلم شيئاً عن هذا المجال، ولا عن المرض ولا عن العمل الأهلي، لكنها تألمت كثيراً لحالة جدتها التي عاشت سنواتها الأخير مصابة بالداء.
وأردفت أن جدتها التي ربتها بعد وفاة والدتها كانت سليمة، إلى أن بدأ ألزهايمر يصيب وظائف الذاكرة لديها، حتى كانت تخرج من البيت في غفلة من الجميع، لتنطلق رحلة البحث عنها إلى أن وُجدت يوماً صريعة بسبب حادثة سير.
وأكدت أن الحادث كان السبب المباشر في انتسابها إلى جمعية لمساعدة مرضى ألزهايمر، وتقديم العون لعائلاتهم التي تعاني عدم القدرة على التعامل مع المصابين بالداء.