تبعية متوالدة

07 سبتمبر 2016
وليد سيتي/ العراق
+ الخط -

بعد أن بدت وكأنها دُفنت مع القرن العشرين، تنشّطت مرّة أخرى مفردة "الانقلاب" في العقد الثاني من القرن الجديد.

إنها تحضُر في الخطاب العام، سياسياً وإعلامياً، وتشقّ طريقاً فنياً كذلك؛ فتستحضرها الفنون والآداب بين الرواية والسينما والمسرح والشعر، فتزيد من إشعاعها.

حضورها، ضمن شبكة الأحداث التي أتت بها، يخلق أيضاً خصومة لغوية ثقافوية؛ فشقٌّ يحاول مسح معرّفات الانقلاب عن حادثة انتزاع سلطة بالقوّة، وآخرون يُشيطنون الكلمة بأقصى ما يستطيعون، فيما يبرهن شق ثالث على تهافت التسمية، وبعضٌ يقيم تعريفات جديدة كي تتلاءم النظريات مع الوقائع، فيما يقرّر آخرون هجرها.

نوعية هذه المعارك تؤدّي، بحكم استحضارها المكثّف، من الخطاب الرسمي إلى وسائل التواصل الاجتماعي، إلى حقن مستمرّ للفضاء العام بمعارك لفظية تتضمّن منسوباً عالياً من العنف والعصبية، وهي أجواء غالباً ما تضع معظم إمكانيات المقاربة الفكرية والفنية للأسئلة الأساسية في أكياس مغلقة مؤجّلة حتى حسم المعركة الطارئة. معركة قد تُفضي في أماكن ما إلى نفس تزيينات القرن الماضي (استجابة لنداء شعبي، تصحيح مسار...) أو تضاعِف تشويهاتها في أماكن أخرى.

هذا الوضع يشير إلى وجود حالة من التبعية، تبعية الإطار الثقافي للسلطة، وهذه التبعية بكل حكم أدوات توسيع دوائرها (صحافة - أعمال فنية..) سرعان ما تنعكس في شبكة الحياة الاجتماعية إلى تبعية مماثلة.




المساهمون