تبرعات بآلاف الجنيهات لصبي سوري تعرض للتنمر والضرب في بريطانيا

28 نوفمبر 2018
استجوبت الشرطة المشتبه به (دان كيتود/getty)
+ الخط -
ساهم الكثير من البريطانيين بالأمس، في جمع آلاف الجنيهات الإسترلينية خلال ساعات قليلة، للتبرع بها لطفل سوري لاجئ لا يتجاوز عمره 15 عامًا، بعد تعرضه للتنمر والضرب في حادثة هزت بريطانيا الشهر الماضي.

وظهر الصبي السوري في مقطع الفيديو الذي التقط في مدرسة ألموندبيري المجتمعية، في هيدرسفيلد غرب يوركشاير، وهو يتعرض للضرب من قبل مراهق آخر، جره من عنقه على الأرض، ثم ثبته ودفق الماء عنوة في حلقه، مما أثار الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، والتعاطف مع الفتى الهارب من الحرب في سورية، وفقًا لموقع "ديلي ميل".

ويبدو الفتى الذي جاء من مدينة حمص إلى هيدرسفيلد منذ عامين، وهو يكافح محاولًا التخلص من يدي المراهق الآخر البالغ من العمر 16 عامًا، والذي أخذ يهدده بأنه سيغرقه، بإجباره على ابتلاع الماء، كما يظهر تجمع من المراهقين الآخرين، إلا أن أيًا منهم لم يتدخل لمساعدة الضحية، ولا للحاق به بعد تحرير نفسه من مهاجمه، والابتعاد عنه بهدوء.

وأكدت الشرطة الليلة الماضية، أنها استجوبت المشتبه به، وفتحت تحقيقًا بشأن مقطع الفيديو الذي التقطه أحد أصدقائه الشهر الماضي، والذي تمت مشاركته آلاف المرات على "فيسبوك"، في حين تفاعل الناس على مواقع التواصل الاجتماعي مع الضحية، بإنشاء صفحة تمويل جماعي أمس، وجمع مبلغ وصل إلى 34349 جنيه إسترليني من أجله خلال 11 ساعة فقط.

وعبر مستخدمو الإنترنت بعد نشر مقطع الفيديو بالأمس، عن غضبهم من عدم اتخاذ أي إجراءات بحق المراهق الذي هاجم الطفل السوري، واقترحوا أن تستخدم أموال التبرعات لنقل الأخير من هيدرسفيلد، بعد أن ذكر بعض السكان المحليين أن أخته أيضًا تعرضت للتخويف، في حين ادعى آخرون أن الشرطة شوهدت مؤخرًا في منزل المهاجم، وأنه فصل من المدرسة، كما تطرق البعض إلى نشر أسماء عائلته، وتوجيه تهديدات بالقتل لهم.

وعبر المذيع البريطاني جيريمي فاين عن تعاطفه مع الصبي السوري، قائلًا على "تويتر": "أحاول مقاومة تسمية المتنمر، ولكن الأهم الآن هو ما نستطيع تقديمه للضحية، اللاجئ السوري الذي كان يعاني أساسًا من كسر في معصمه، ناتج غالبًا عن تنمر وعنف مشابه للأسف، يا له من أمر مفجع!".



في حين قال باري شيرمان، النائب عن حزب "العمل" في هيدرسفيلد: "هذا الفيديو صادم للغاية، اعتداء سافر على مواطن يعيش في بريطانيا، نحن نحاول دعم أسرة الضحية منذ علمنا بالأمر، فهمنا أن المدرسة اتخذت الإجراءات اللازمة بحق المهاجم، إلا أننا نتابع القضية للتحقق من تقديم كل الدعم المتاح".

وأضاف الصحافي السوري داني مكي: "نجا من الموت والدمار والعنف في سورية، ليتعرض لهذا الاعتداء الوحشي، والتخويف في المملكة المتحدة! مجرد التفكير بهذا يجعل دمي يغلي" كما قالت إحدى النساء: "وجدت أن أكثر الأمور مأساوية في هذا الفيديو، هو طريقة نهوض الصبي السوري وابتعاده بهدوء في النهاية، كما لو أنه اعتاد أن يعامل بهذه الطريقة، كما لو أن الأمر طبيعي!"

وقال مدير مدرسة ألموندبيري: "تعتبر سلامة الطلاب وراحتهم من أكثر الأمور أهمية لنا، وكانت هذه الحادثة خطيرة للغاية، لا يمكننا التعليق أكثر، إلا أننا ندعم تحقيقات الشرطة، ولأكون واضحًا أكثر، نحن لا نتسامح مع أي سلوك غير مقبول، من أي نوع كان في مدرستنا" في حين قال ستيف دودز، قائد شرطة ويست يوركشاير: "نحن نحقق في الحادثة، ونحرز تقدمًا واضحًا بعد مقابلة الصبي الذي اشتبه أنه نفذ الاعتداء".

 

 

دلالات
المساهمون