وأعلن رئيس الحكومة، حيدر العبادي، وقوف العراق ضدّ العقوبات على إيران، مؤكدا أنّ "العقوبات الاقتصادية على الدول لا تضعف الأنظمة بل تضعف الشعوب، ولا تجوز معاقبة شعب كامل وتجويعه بسبب عمل سياسي".
وتابع العبادي: "لا نتفاعل ولا نتعاطف مع العقوبات الاقتصادية ضد إيران، وهي غير صحيحة"، مستدركا "لكننا سنلتزم بها لأننا لا نريد أن نعرّض مصالح العراقيين للخطر"، متابعاً "نقف مع المظلومين والمستضعفين، ولكن شعبنا أيضا يحتاج أن نقف معه، لا أن نقف مع المستضعفين وننسى شعبنا".
من جهته، عقد رئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، اجتماعا مع السفير الإيراني في بغداد، إيرج مسجدي، وبحث معه ملفات عدّة من بينها العقوبات، مؤكدا أنّ "ما صدر من عقوبات أميركية على الجارة إيران يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي"، معلنا "رفضنا واستنكارنا للعقوبات، وكل عقوبات أحادية".
ودعا المالكي الشعوب والحكومات إلى رفض العقوبات"، مشددا "بالأمس القريب عارضنا العقوبات التي فرضت على سورية، واليوم نرفضها ضد إيران"، داعيا الحكومة العراقية إلى أن "لا تكون طرفا في هذه العقوبات".
كما دعا، حكومات العالم والمنظمات الإنسانية إلى "إيقاف تلك الإجراءات العقابية ضد الشعب الإيراني الصديق، وسرعة التحرك لمعالجة الانتهاكات وما يترتب عليها من وضع إنساني وحقوقي مأساوي".
من جهتها، دعت رئيسة حركة إرادة، حنان الفتلاوي، الحكومة إلى عدم التعاطي مع العقوبات الأميركية، وقالت في بيان صحافي، إنّ "العقوبات الأميركية الظالمة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الشعب الإيراني، سيعاني منها الشعب الإيراني كما عانى منها الشعب العراقي سابقا في التسعينيات من القرن الماضي".
وشددت الفتلاوي على "أنّنا ومن منطلق حسن الجوار، ندعو الحكومة العراقية ألا تتعاطى مع هذه العقوبات، وأن تتذكر أنّ أول من وقف مع العراق في حربه ضد داعش، هي إيران"، داعية، الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة الأميركية، إلى "رفض سياسة تجويع الشعوب عبر العقوبات السياسية".
وفي سياق مواز، دعت فصائل المليشيات العراقية، الموالية لإيران، الحكومة إلى "رد الجميل الإيراني على العراق".
وقالت كتلة مليشيا "العصائب"، في بيان صحافي، "آن الأوان للحكومة العراقية أن ترد الجميل للجمهورية الإسلامية الإيرانية وتقف موقفا مبدئيا وشجاعا تجاه العقوبات الاقتصادية، وأن تبتعد عن الغزل مع من كان سببا في تدمير العراق (في إشارة إلى أميركا)".
وأكد البيان أنه "يتوجب على الحكومة العراقية من باب الوفاء، أن يكون لها موقف شجاع لمساندة الشعب الإيراني الذي قدم الأرواح والمال والسلاح في محنة العراق بدخول داعش، وكان موقفا مشرفا على عكس الولايات المتحدة الأميركية التي وقفت موقفا سلبيا وتخلت عن العراق بل تسببت في دمار العراق".
وأضاف أن "المنطق اليوم يحكم في أن نقف مع من كان معنا في خندق واحد للحفاظ على العراق والعراقيين، لا أن نصدر تصريحات تغازل من وقف معنا موقفا سلبيا كالولايات المتحدة الأميركية"، مشددا على أنّ "الواجب الأخلاقي يحتم على الحكومة أن تقف بالضد من العقوبات الأميركية".
نأي بالنفس
وتختلف وجهات نظر الكتل السياسية العراقية، وتعاطيها مع إيران، ذات النفوذ الكبير في العراق، فعلى عكس أحزاب السلطة المدعومة إيرانيا، تدعو كتل أخرى، الحكومة الى النأي بالنفس عن كل القضايا التي لا تخص العراق.
وقال قيادي في تحالف القرار، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مواقف إيران في العراق معروفة لدى الجميع، فقد دعمت الإرهاب فيه، ودعمت المليشيات المسلحة، ونفذت أعمال قتل وتهجير وإبادة، وضخت أموالا كبيرة لتمويل بعض الأحزاب التي خربت البلاد، وليس لديها أي موقف جيد مع العراق".
وأكد القيادي أنّه "مع كل تلك المواقف السلبية، ندعو الحكومة العراقية لأن لا يكون لها موقف مغاير عن المواقف في المنطقة، والتي تعاني من التدخلات الإيرانية، وأن لا تقف مع إيران وترفض العقوبات"، مشددا على أنه "يجب على الحكومة أن تتجنب التدخل في هذا الملف، وأن تجنب زج العراق في ملفات لا طائل منها، وأن تعمل لخدمة الشعب بعيدا عن كل الجهات الخارجية".