يقيم فنان التركيب الياباني تاداشي كاواماتا منشآت غير محدّدة خاصّة بالمواقع في بيئات عامة مختلفة الطابع كأن تكون سكنية أو حكومية أو حدائق؛ وعلى مدار العقود الثلاثة الماضية، اعتمد كاواماتا (1953) على مفاهيم البناء والهدم من أجل تغيير البيئة، وجعل المتلقي يدرك محيطه المعروف بأعين جديدة.
يستخدم الفنان فقط المواد الطبيعية التي يمكن التخلّص منها، مثل الخشب المعاد تدويره، وفي كلّ مرّة يقوم فيها بإجراء تغيير معيّن في المناطق العامة المختارة بعناية، بعد أن يبحث في العلاقة بينها وبين المحيط القائم حولها.
معرض كاواماتا الحالي في باريس هو جزء من هذا المسار، حيث يقام تحت عنوان "تفكيك" في "غاليري كامل منور" في باريس، ويتواصل حتى 18 من كانون الثاني/ يناير المقبل.
يضمّ المعرض سلسلة من التجهيزات من المواد والنفايات التي يعيد الفنان إعدادها للعمل الفني، وهي تجسّد تصوّراً عميقاً لما يحدث في عالم اليوم من تهديم، يبدأ من الخصوصية والهويات وينتهي بالحروب والعنف المادي.
تمّ تنفيذ مشاريع كاواماتا في مدن مختلفة من العالم وتتراوح بين التحوّلات في منزل واحد أو شقة إلى عملية إعادة تشكيل شاملة للمدن، ومن بناء هياكل جديدة وغير عادية، إلى تكوين جسر بين مبنى سكني ومتحف، أو ممر خشبي من وسط المدينة إلى بحيرة، أو تكوين منشآت فنية بين المساكن العشوائية الفقيرة، حيث يقوم بتحويل هذه البيئات ويقدّم تصوّراً جديداً عنها.