تاتشر واجهت الحملة على BBC خلال قصف ليبيا

23 يناير 2017
طلبت تاتشر من رئيس حزبها التوقف عن حملته(جون دونينغ/Getty)
+ الخط -
حذّر أقرب مستشاري رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، مارغريت تاتشر، من أن يؤدي هجوم رئيس حزب المحافظين حينها، نورمان تيبيت، على "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي) عام 1986، على خلفية تغطيتها القصف الأميركي على ليبيا، إلى تكرار مشكلة "ويستلاند"، وفق وثائق خاصة نشرتها "مؤسسة مارغريت تاتشر" اليوم، الإثنين.


وكشفت الوثائق، للمرة الأولى، عن أن حملة تيبيت على "بي بي سي" طوال ست أشهر، وتحديداً على المراسلة، كايت إيدي، التي سلطت الضوء على الخسائر البشرية في صفوف المدنيين مباشرة من العاصمة الليبية طرابلس، أثارت قلق "داوننغ ستريت" (مقرّ إقامة ومكتب رئيس الوزراء البريطاني)، وأشارت إلى أنها بلغت حد "الهوس"، لدرجة أن تاتشر اضطرت إلى الطلب من رئيس حزبها التوقف عن حملته.

وأظهرت الوثائق الشخصية أن تاتشر تُركت "معزولة" تقريباً داخل حكومتها، بعد أن وافقت على طلب الرئيس الأميركي، رونالد ريغان، بالسماح للطائرات الأميركية الانطلاق من قواعد أميركية في المملكة المتحدة إلى ليبيا. وكانت فرنسا وإسبانيا وإيطاليا قد رفضت حتى السماح للقاذفات الأميركية "إف – 111" بالتحليق في أجوائها.

وجاءت الغارات الجوية الأميركية على ليبيا، بعد ثلاثة أشهر من قضية "ويستلاند" في يناير/كانون الثاني 1986، حين استقال اثنان من وزراء الحكومة، مايكل هيزلتاين والسير ليون بريتان.

وعرّضت قضية ليبيا تاتشر إلى خطر عدم التعافي من القضية الأولى، ورد تيبيت على الخطر السياسي عبر إطلاق هجمة شرسة على "بي بي سي"، واتهامها بتغطية الغارات الأميركية بأسلوب "غير موضوعي وتصادمي"، وفق ما نشرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية اليوم، الإثنين.

وكانت "بي بي سي" عنونت خبرها الرئيسي، بعد يوم من الهجمة، حينها بـ"إدانة عالمية للغارات الأميركية على ليبيا. أطفال ضمن الضحايا، ثلاثة من عائلة القذافي (الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي)".

ونشر حينها رئيس "بي بي سي" الجديد والمعين من قبل تاتشر شخصياً، مرمدوك هاسي، رداً مفصلاً، أكد فيه على التزام " بي بي سي" بميثاقها، الذي يضمن لها "مقاومة تدخل غير مبرر من أي حزب سياسي".