التقى وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، بعد وصوله إلى العاصمة الإيرانية مساء أمس الثلاثاء، بالرئيس الإيراني حسن روحاني، وبحث وإياه ملف تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، إبان الإعلان عن دخول الاتفاق النووي بين طهران والغرب حيز التنفيذ العملي.
وأكد الطرفان على ضرورة "حلحلة أزمات المنطقة، والوقوف بشكل عملي وجاد ضد تنامي التنظيمات الإرهابية التي باتت تشكل تهديداً جدياً على الجميع" بحسب تعبير كليهما.
وقال روحاني، خلال لقائه بضيفه الألماني اليوم الأربعاء، إنه "يجب منع وصول أي مساعدات مالية أو عسكرية للمنتمين للتنظيمات الإرهابية". معتبراً أن "الهجمات والاعتداءات الأخيرة في عدد من دول العالم، تؤكد أن الإرهاب خطر جدي يحدق بالجميع ولا سيما دول الاتحاد الأوروبي".
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن روحاني قوله، إن" تطبيق الاتفاق النووي بشكله الصحيح من قبل الأطراف المقابلة لطهران، سيصب لصالح الكل، وسيساعد على تعميق العلاقات مع إيران، المهتمة بتعزيز روابطها مع ألمانيا خاصة، وهو ما سيصب لصالح حلحلة أزمات المنطقة كذلك".
من جهته، قال الوزير الألماني، إن "الاتفاق النووي فتح فصلاً جديداً من العلاقات بين طهران وبرلين، ويمكن الاستفادة منه في كافة القطاعات، السياسية والاقتصادية وحتى الثقافية".
اقرأ أيضاً: شتاينماير يبحث ملفي سورية والسعودية في طهران
وأضاف أن ألمانيا "تصر على مكافحة الإرهاب وتجفيف المنابع التي تسهل تقدمه، كما ستعمل على مناقشة كافة المقترحات لإيجاد حل لهذه المشكلة".
وخلال لقائه مع رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني، ذكر شتاينماير أن "ما يقلق بلاده هو اتساع رقعة التوتر في المنطقة، وتعقد أزماتها وملفاتها". مضيفاً أن "التوصل لاتفاق نووي مع إيران شهد إجماع كل القوى الفاعلة، لكن أزمة سورية لا يمكن حلها اتفاق الكل وتقارب الأطراف المؤثرة".
مشيراً إلى أن "الخلافات بين السعودية وإيران من جهة، وروسيا وتركيا من جهة أخرى، وحتى الخلاف بين المعارضين السوريين أنفسهم، ستعقد هذا الملف، وكلها خلافات قد توصل الحوار لباب مسدود" حسب وصفه.
وأكد شتاينماير، أنه يجب العمل للوقوف بوجه تصعيد التوترات وحل هذه المشكلات أولاً.
اقرأ أيضاً: المهمة الصعبة لشتاينماير… بين الرياض وطهران
من جهته، أفاد لاريجاني خلال اللقاء، بأن "اتساع رقعة التوتر في المنطقة أمر مقلق لطهران كذلك. مضيفاً أن "بعض دول المنطقة تتبع سياسات خاطئة، وهو ما يتسبب برفع منسوب التوتر، وتقدم الإرهاب".
واعتبر المتحدث ذاته، أن الحوار هو الحل الوحيد لكل الأزمات، لكن هذا مشروط بتغيير مواقف بعض الأطراف وسياساتها حسب تعبيره.
والتقى أمين مجلس الأمن القومي علي شمخاني، هو الآخر بشتاينماير، وذكر خلال اللقاء، أن "الحرب الحقيقية على الإرهاب تتطلب اتباع أساليب جدية والابتعاد عن الادعاءات".
واعتبر أن الحوار حول سورية، "يجب أن يسمح للسوريين بتقرير مصير بلادهم بأنفسهم، مع دراسة كيفية إعادة اللاجئين في الخارج إلى أراضيهم بعد تحسن الظروف الأمنية".
وتأتي زيارة الوزير الألماني، كذلك، في سياق بحث وساطة بين طهران والرياض.
وقال شتاينماير في مؤتمر صحافي يوم أمس، إن البلدين "لديهما قلق متبادل من أن يؤثر التوتر الحاصل بينهما على طاولة الحوار السوري، والتي تم عقدها بصعوبة بالغة". مشيراً في ذات المؤتمر إلى أن نظيره الإيراني لديه الرغبة بإطلاق حوار مع السعودية لحل الأزمة معها، وهذا بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين".
اقرأ أيضاً: الهيئة العليا للمفاوضات السورية تصف تصريحات لافروف بـ"السافرة"