تأجلت جلسة مسائية كان من المقرر أن تعقد اليوم، لوفدي مشاورات السلام اليمنية في الكويت، بعد موافقة الوفد الحكومي على العودة إلى طاولة المفاوضات، فيما أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن الحل السياسي "قريب لمن يريده".
وأوضحت مصادر مقربة من المشاركين في المحادثات، لـ"العربي الجديد"، أن الجلسة المسائية التي كان من المقرر أن تعقد اليوم تأجلت على خلفية تأخر عودة المبعوث الأممي من العاصمة القطرية، الدوحة، حيث توجه للمشاركة في منتدى الدوحة في دورته الـ16، وعقد اجتماعات في إطار جهود إعادة المشاورات.
إلى ذلك، أعلن الوفد الحكومي في مشاورات السلام اليمنية، رسمياً العودة إلى المفاوضات، وأكد تلقيه ضمانات دولية مكتوبة من الأمين العام للأمم المتحدة عبر مبعوثه الخاص إلى اليمن، وتتضمن النقاط الست التي كان قد علق المشاركة مطالباً بالتزام خطي بها.
وثمّن الوفد، في بيان صحافي أصدره الليلة، جهود الوساطة الكويتية القطرية وسعي "الأشقاء" و"الأصدقاء" إلى إحلال السلام في اليمن، موضحاً أن موقفه بالعودة إلى المشاورات جاء بعد تلقيه "ضمانات مكتوبة ستشكل أرضية صلبة وستعمل على ضبط مسار المشاورات وفقاً لأسس ثابتة".
وقال البيان إن "جهودا مشكورة واتصالات واسعة بذلها أمير دولة الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، من أجل توفير الضمانات التي كان قد وعد بالعمل على بذل الجهود فيها، في أثناء لقائه بالوفد الحكومي الاسبوع الماضي". وأضاف: "كما بذلت جهود كبيرة من أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في هذا الإطار وشهدت العاصمة القطرية الدوحة لقاءات بين الرئيس، عبدربه منصور هادي، مع الأمير القطري ومع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون".
وأشار وفد الحكومة إلى أن عودته تأتي بناءً على توجيهات من الرئيس هادي، وكنتيجة للضمانات الأممية، معرباً عن أمله، في أن تشكل "قاعدة صلبة للدفع بالمشاورات لتحقيق السلام الذي ينشده أبناء الشعب اليمني، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، التي يعيشها، والتي تسبب بها الانقلاب على الشرعية والدولة".
واعتبر وفد الحكومة أن عودته تمثل "فرصة أخيرة لإنقاذ المشاورات على أمل أن يلتقط الطرف الآخر هذه الفرصة، ويتعاطى بجدية في المرحلة المقبلة".
ومن المقرر، وفقاً لمصادر مرافقة للمشاركين، لـ"العربي الجديد"، أن تعقد يوم غد جلسة عامة مشتركة يشارك فيها الوفدان بحضور المبعوث الأممي، بعدما تعطلت المشاورات منذ الثلاثاء الماضي.
وفي كلمة له، ألقاها اليوم أمام منتدى الدوحة، أكد ولد الشيخ أن اليمن اليوم أقرب إلى السلام من أي وقت مضى، معتبراً أن الحلّ السياسي قريب لمن يريده، مشيراً إلى التحديات المتداخلة بين التعقيدات الداخلية والخارجية والاقتصادية والأمنية والسياسية.
وأشار ولد الشيخ إلى أن المشاورات أمام مرحلة دقيقة، وأنه يجري العمل "على تدوير الزوايا وتطبيق إجراءات الثقة فيما تبقى الضمانات المطلوبة من الطرفين سيدة الموقف"، في إشارة إلى الضمانات المطلوبة من الجانب الحكومي وإجراءات بناء الثقة التي يأتي في مقدّمتها ملف المعتقلين. ووصف المفاوضات الجارية في الكويت بأنها "حاسمة تهدف إلى وضع حد للصراع الدامي، الذي حصد أرواح المئات من الأبرياء".
ولفت المبعوث الأممي إلى أن المشاورات في الكويت تعقدت وتعرقلت أكثر من مرة، لكنه شدد على أنها مستمرة "بعزم حتى التوصل إلى حلول مستدامة". وتابع: "لا شك في أن التحديات كثيرة، لكنها ليست مستعصية، ونحن واثقون من إمكانية البناء على الأرضية المشتركة الصلبة في حال قرر الأطراف تقديم الضمانات والتنازلات؛ فمشاورات السلام فرصة تاريخية قد لا تتكرر".
وكان ولد الشيخ قد توجه إلى الدوحة، وحضر فيها لقاءً جمع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، وأمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، بحيث نجحت جهود رعتها الدوحة في إعادة الوفد الحكومي إلى المشاورات.