لم يحمل أول رد فعل من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على التجربة النووية الجديدة لكوريا الشمالية، وإعلان نظام كيم جونغ أون دخول بلاده رسمياً نادي الدول النووية، "ناراً وغضباً"، لكنه وصف في تغريدة له على تويتر صباح اليوم "الأقوال والأفعال" الكورية بأنها عدائية وتشكل تهديداً خطيراً للولايات المتحدة. وأضاف الرئيس الأميركي أن "كوريا الشمالية دولة مارقة وباتت تشكل تهديداً وإحراجاً كبيراً للصين التي تحاول المساعدة ولكن بنجاح محدود".
وربما يدرك الرئيس ترامب، والذي لم يستبعد خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية لجوء واشنطن إلى الخيار العسكري للرد على تهديدات بيونغ يانغ ومنعها من امتلاك السلاح النووي، أن الرهان على دور الصين في احتواء الأزمة بات الخيار الوحيد وربما الأخير أمام الإدارة الأميركية، لحفظ ماء الوجه وتجنّب دخول الولايات المتحدة في مواجهة عسكرية مع كوريا الشمالية، قد تتحوّل إلى حرب نووية لن تكون الأرض الأميركية بمنأى عنها، خصوصا بعد إعلان بيونغ يانغ ولادة قنبلتها الهيدروجينية، والتي تفوق قوتها بأضعاف القنبلة الذرية الأميركية التي سقطت على هيروشيما، والتي صار بالإمكان حملها بصواريخ عابرة للقارات إلى الأراضي الأميركية.
وعلى الرغم من اجتماعات الرئيس مع مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض لبحث الموقف في شبه الجزيرة الكورية، وإعلان وزير الخزانة عن إعداد حزمة عقوبات اقتصادية جديدة ضد شخصيات وشركات تتعامل مع كوريا الشمالية، فقد بات واضحاً في واشنطن أن كيم جونغ أون وضع ترامب في الزاوية الحرجة جداً، من دون الالتفات إلى محاولات الرئيس الأميركي قبل نحو أسبوع إشاعة أجواء متفائلة باحتمالات الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وباستثناء ترامب، فإن الجميع في العاصمة الأميركية، داخل الإدارة وخارجها، مقتنع بعدم جدوى الوقوف بوجه الطموح النووي لكوريا الشمالية ويعتبرون خيار الحرب مستحيلاً. ويرون أن الحل الأمثل هو بإقرار الولايات المتحدة بانضمام بيونغ يانغ إلى النادي النووي، كما فعلت في السابق مع الدول النووية الأخرى كالاتحاد السوفياتي السابق والصين والهند وباكستان.
وربما يحتاج الأميركيون الذين لبّوا اليوم نداء الرئيس بالمشاركة في "اليوم الوطني للصلاة" حداداً على ضحايا إعصار هارفي، والذي ضرب ولايتي تكساس ولويزيانا، إلى تأدية صلوات إضافية لتفادي شر إعصار نووي بات يلوح في الأفق.