بين عطش أتلتيكو وغرور الملكي

22 ابريل 2017
مواجهة نارية بين الريال وأتلتيكو في نصف نهائي الأبطال(Getty)
+ الخط -


منذ استلامه مهام تدريب أتلتيكو مدريد، واجه دييغو سيميوني الجار والغريم التقليدي لريال مدريد في 22 مناسبة، فاز في سبع منها، تعادل في سبع أُخر، وخسر ثماني مرات. الرقم الذي لا يُعتبر سيئاً أمام خصم بحجم النادي الملكي. أما اللقاءات الأوروبية هي التي قد تكون "مؤلمة" لسيميوني بعض الشيء.

في آخر أربع سنوات، فريق واحد فقط تمكّن من إيقاف أتلتيكو مدريد، هو ريال مدريد. تواجها في نهائيي 2014 و2016، وربع نهائي 2015. والغلبة كانت دائماً للملكي.

ريال مدريد الذي أصبح سيّد هذه البطولة بلا أي منازع، الذي "شبع" فعلياً منها إذا صح التعبير، سيواجه فريقاً، ليس فقط غريمه التقليدي، بل أيضاً فريق متعطّش لإضافة هذه الكأس إلى خزائنه ولو لمرة واحدة على الأقل، بقيادة مدرّب تمكّن في السنوات الأخيرة من كتابة اسمه في تاريخ اللعبة وكسب احترام الجميع عن جدارة.

سيميوني خلق أسلوباً خاصاً بأتلتيكو ساعده عليه كثيراً نوعية اللاعبين التي ضمّها الفريق. اللاعبون الذين أرادهم سيميوني لتطبيق فِكره وطريقته، طريقته هذه التي قد لا تستحوذ إعجاب الأغلبية، لكنها استطاعت أن تفرض احترام أتلتيكو مع مدرّبه ولاعبيه على الجميع.

فسيميوني تمكّن من تحقيق لقب الليغا في وجود عملاقين كبيرين هما ريال مدريد وبرشلونة، وتمكّن من الوصول لنهائي دوري الأبطال مرتين في السنوات الأربع الأخيرة. الأمر الذي يحسب له بكل تأكيد، وها هو الآن في نصف النهائي يواجه الفريق الذي أقصى أحد أقوى وأصعب الخصوم وأحد المرشحين الدائمين للفوز بلقب دوري الأبطال، البافاري بايرن ميونخ.

من جهته، يمشي زيدان ببداية مسيرته كمدرّب بخطى واثقة وثابتة، قد لا يكون صاحب شخصية المدرّب المكتمل، وقد ينقصه بعض التفاصيل ليحصل على هذه الشخصية، لكنّه حتى اللحظة، وفي أكثر من مباراة، أثبت أنه يعرف ما الذي يريده تماماً، والأهم، يعرف كيف يحصل عليه.

جنون سيميوني وعصبيته على طرف الملعب مع هدوء وثقة زيدان سيكونان العنوان الأبرز للقاء الفريقين. مدرّبان لديهما خلفية إيطالية تفيد وتغني تجربتهما كمدرّبين، على الرغم من أن "التكتيك" هو أكثر ما ينقص زيدان، لكنه وعلى الرغم من نقص هذا التفصيل، إلا أنه أثبت في أكثر من مناسبة أنه ليس مدرّباً محظوظاً كما اتهمه كثيرون بداية الموسم.

وجود فريقين في نصف نهائي دوري الأبطال هو أمر جيد لليغا دون أدنى شك، لكن هذا ليس ما يهم سيميوني أو زيدان، ما يهم سيميوني هو المقدرة على فكّ رموز خطّة زيدان، وشلّ حركة أهم لاعبيه ونجومه، منعهم من التسجيل، والعمل على الهجمات المرتدة بالاعتماد على قوّة وسرعة لاعبيه وعلى تألّق نجمه الفرنسي أنطوان غريزمان إلى جانب فرناندو توريس الذي أعاد له سيميوني "الروح". أما زيدان، سيعتمد أسلوب قراءة المباراة كالعادة، وإعطائها ما تحتاجه تماماً، مثلما فعل أمام نابولي في دور الستة عشر فريقاً، وكما فعل في أغلب مبارياته هذا الموسم. وبالاعتماد على لاعبين كبار قادرين على تنفيذ خطته وخطف المباراة في أي لحظة منها، وبكل تأكيد لن يضرّه لقب كبير في بداية مسيرته كمدرّب، كما لن يضرّ لقب 12 لجمهور ريال مدريد الذي سيؤكّد زعامة الميرينغي أوروبياً.

هما فريقان لا يتمنى أحد مواجهتهما في دوري الأبطال، ستكون مباراة قوية بكل تأكيد، قد لا نضمن المتعة فيها خاصة بسبب أسلوب أتلتيكو العنيف والذي يعتمد على قتل نسق المباريات، لكن سيكون من الممتع مشاهدة كيف سيتعامل زيدان مع غرينتا سيميوني وعصبيته.

على الرغم من شبع الريال أوروبياً واشتياقه لتحقيق اللقب المحلي، وعلى الرغم من أنه لا مستحيل في عالم كرة القدم، وأي شيء قد يحدث، وعلى الرغم من خوف جماهير الميرينغي من هذا اللقاء، خاصة أن ليس لدى أتلتيكو "قلق" الدوري المحلي مثل خصمه، إلا أن جميع المعطيات تصبّ في صالح ابن الصحراء، الذي، حتى الآن، يطبّق مقولة: واثق الخطوة يمشي "ملكاً".

لمتابعة الكاتبة
شفاء مراد