بين المماليك ومماليك اليوم

العلاقات الحيوية غالباً ما تنشأ عبر توازن موضوعي بين الأشياء، وقد تكون بين الأضداد الطبيعية التي لا تناص بينها، بل وحتى بين البدايات التي قد تبدو لا مساق لها، هذا في المنظور الفلسفي المجرد.

المماليك، حالة وتاريخ، على الرغم من أنهم يعبرون عن حالة عسكرية حربية من الطراز الرفيع، إلا أنهم كانوا من المساهمين بقدر هائل في التطور المدني الإنشائي، من شمال مصر إلى جنوبها، ولم ينفصلوا عن مدنية المجتمع آنذاك، ولم يترفعوا عليه، ولم يحملوا النفسية العسكرية المتغطرسة.

وهناك من التاريخ إسقاطات ما يفوق النيل طولاً ويتجاوز الهملايا ارتفاعاً، وبما أن الحالة المصرية مقصدنا هنا، لاعتبار أن المماليك حالة ترتكز على نقطة ثقل في مصر الكنانة، وإن وجِد لهم موطئ قدم فى الشام بشكل غير مركزي، نقول ما أبعد مماليك اليوم عن أولئك المماليك، ما أشد الفرق في أخلاق العسكر بين زمن وزمن!